منصة الصباح
مفتاح قناو
مفتاح قناو

غدا يزهر المسرح  

مفتاح قناو

أُتيحت لي فرصة مشاهدة بعض العروض المسرحية ضمن عروض الدورة الثانية عشر للمهرجان الوطني للمسرح، وقد تنافست فيه مجموعة كبيرة من الفرق المسرحية من مختلف المدن الليبية لتقدم عروضها بعد غياب طويل عن الركح تجاوز العقد من الزمان، لكن يمكننا ملاحظة العديد من النقاط الايجابية والأخرى السلبية على عروض المهرجان، من الملاحظات الايجابية أن عزيمة أهل المسرح لم تضعف، وأنهم لازالوا مصممين على تقديم أعمالهم الإبداعية مهما كانت التحديات، ومن الايجابي أيضا الحضور الكبير لجمهور المشاهدين في كل أيام المهرجان، كما أنه من الإضافات الايجابية الندوة الحوارية التي كانت تعقد عقب كل عرض مسرحي، هده الندوات وبرغم أن بعض المتحدثين فيها هم من عموم المشاهدين ولا دراية لهم بالنقد المسرحي إلا أن الجمهور الحاضر قد تحصل على الكثير من الفائدة مما استمع إليه من النقاد المتخصصين.

من الملاحظات السلبية على المهرجان الضعف الواضح في بعض نصوص الأعمال التي تم تقديمها والتي كانت في أغلبها معدة إعداد للمسرح وليست تأليفا مسرحيا، رغم وجود كم كبير من المسرحيات الليبية المكتوبة والموجودة على أرفف المكتبات ولم يتم تقديمها في السابق، فالأزمة ليست أزمة نص مسرحي كما يقول البعض، ربما تكون هناك أزمات أخرى تتعلق بالإنتاج فتلك المسرحيات تحتاج إلى مخصصات مالية كبيرة للديكور، وكل جوانب سينوغرافيا المسرح الأخرى، بعض العروض كانت مجرد مشاركة لإثبات الوجود وان أهل المسرح مازال همهم المسرح.

عرض الافتتاح ( غدا يزهر الليمون ) كان عملا استعراضيا جميلا، قدم خلاله الفنان فتحي كحلول خبرته الطويلة في كل الفنون الكتابة والتمثيل والموسيقى والإخراج، شارك فيه عدد من الفنانين المخضرمين، وقدموا بكل سهولة ويسر أدوارهم التي سبق لهم تأديتها في عشرات الأعمال ليطلقوا صرخة المهرجان ( أين هو المسرح ) ولمادا تهمله الدولة بعد أن كان مزدهرا في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين .

كان عرض الافتتاح صرخة معبرة عن رغبات جميع الحاضرين من فنانين وكتاب وجمهور جاء للفرجة والاستمتاع، كان صرخة تطالب الدولة بدعم المسرح وبناء مسارح في كل المدن الليبية وإعطاء قيمة للعمل المسرحي وكل الفنون التي لها صلة به.

العرض المميز بالنسبة لي شخصيا كان عرض (سلفي مع الإمبراطور) والذي كان بالتعاون مع السفارة الايطالية حيث كانت الحركة خلاله جميلة ومشاركة الممثل الايطالي كانت مناسبة، ومن عيوب العرض عدم ترجمة بعض مقاطع الحوار من اللغة الايطالية والتي كانت غير مفهومة للجمهور.

نأمل من الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون الاهتمام بالفن المسرحي في بلادنا ومطالبة الحكومة بصرف المزيد من الأموال على إحياء الفنون وفي مقدمتها الفن المسرحي لأنه الفن الجامع الذي يحتوي كل الفنون الأخرى من موسيقى ورسم وشعر وكتابة وغناء، كما نأمل الاستمرار في عقد مهرجان المسرح الوطني سنويا، ودعم الفرق المسرحية بالأموال والدورات التدريبية حتى يزهر المسرح.

شاهد أيضاً

ماذا ينتظر ستيفاني خوري في مهمتها؟

أحلام محمد الكميشي ملتحقًا بزميليه “يان كوبيش” و”غسان سلامة” استقال المبعوث الأممي التاسع “عبد الله …