منصة الصباح

هولوكوست ترهونة

بوضوح

بقلم / عبد الزراق الداهش

لم يفتح النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني ملف ترهونة، بل أعاد فتح جرح غائر لم يغلق.

في كل مرة كان خبرًا جديدًا عن اكتشاف مقبرة جماعية اخرى، هكذا على طريقة قروض التقسيط المريح.

الكوني وضعنا في صورة لمشهد بأثر رجعي، وتظهر  ليبيا وهي تستقل سيارة أجرة، بينما يسأل أحد الركاب: هل وصلنا روندا.

لا أحد يعرف كم عدد المقابر الجماعية؟ ولا كم عدد الضحايا؟ لأن الحقيقة هي الأخرى مدفونة في مقبرة جماعية ليست أخيرة.

لم يكن القتلة فقط من يرتدون البزات العسكرية، فالكثير كانوا يلبسون الجرود البيضاء، ويتولون مسح السكاكين بمنديل درء الفتنة.

وتبعا لهذا الكارثي فقد مات الضحايا مضرجين بصمتنا، ومضرجين بعدم اكتراثنا، وحتى تظاهرنا بالنوم العميق.

لهذا نحن محتاجين إلى الحقيقة، والحقيقة كلها، ولو كانت مدفونة في كوكب المشتري، وليس مدينة لاهاي.

العدالة ليست الانتقام، والتسامح ليس الافلات من العقاب، والقضايا الإنسانية ليس جوكر في لعب الورق السياسية.

لابد ان نتعقب الجناة في هولوكوست ترهونة حتى لا تطاردنا ترهونة، فأسوأ حالات الموت هو الحياة بالسكتة الضميرية.

فهل سنعيد رحلة أخرى إلى روندا على متن مركب العدالة التصالحية، حيث لم يعد هناك لا جادين ولا ضحايا.

أما المذابح وخطاب اقتلوا الصراصير، فلم يعد لها مكان إلا كصور في متحف الإبادة الجماعية بالعاصمة كيغالي.

 

شاهد أيضاً

سحب عينات من شحنة لقاحات الحمى القلاعية الموردة

باشر فريق جهاز الرقابة على الأغذية والأدوية فرع بنغازي عملية سحب عينات من الشحنة الموردة …