بوضوح
بقلم / عبد الرزاق الداهش
بينما يتراص عدد من الشباب في مجموعات على جانب من الطريق، يستوقف رجال الأمن اصحاب السيارات في الجهة المقابلة، لمخالفتها قرار حظر التجوال.
هناك غير سؤال يتردد بين قطاع واسع من الناس عما إذا كان الحظر يتعلق بطرابلس فقط؟ وعن فيروس كورونا هل ينام في الليل؟ والمزعج سؤال: هل هناك فيروس كورونا أصلا؟
مع بداية الاعلان عن الاجراءات الاحترازية لمكافحة الفيروس، كنت قد كتبت عن عدم ارتياحي من المبالغة في تلك التدابير، وخطاب الفزع الذي كان أكثر انتشارا حينها.
هناك حالة مزاج ليبي، كان لابد من فهمها، وتفهمها، فقد تؤدي إلى استنفاذ حماس الليبيين، وحتى خوفهم، قبل أن يبدأ الفيروس في الظهور.
اليوم نتكلم عن ما يلامس الألف إصابة، ولكن بينما يرتفع معدل هذه الاصابات، تتعرض التدابير الاحترازية للمكافحة كورونا إلى التآكل.
الشوارع مزدحمة، والمحال التجارية مزدحمة، والمصائف مزدحمة، تبقى فقط المساجد، والمدارس، وجهات العمل العامة.
والغائب عنا الآن هو أن اجراءات الحظر، ومناعة القطيع، والدعوات المتكررة للبقاء في المنازل، قد صممت على توقع أن الفيروس سوف ينتهي مع بداية شهر مايو، وبالكثير يوليو.
وتأسيسًا على حقائق الواقع الليبي، لابد أن تفكر اللجنة العليا لمكافحة جائحة كورونا خارج صندوق الحظر، و(خليك في البيت خير ليّ وليك).
فيدل الحظر الذي لم بعد حظر، ينبغي ان تتوفر الكمامات، بسعر ميسر، ربع دينار مثلا، وتصبح إلزامية، والمحل، او المخبز، او السوق، يغلق بالشمع الاحمر.
الكمامات في ايطاليا خفضت الاصابة بنسبة سبعين بالمئة.
كورونا قد تستمر طويلا، وعلينا الاتجاه الى المناعة الفردية، بدل كل هذه السيارات، والمصروفات، ونصف (سرانتي)، ورش الشوارع بالبوتاس والماء، في إجراء مضحك، ومحزن في آن.