منصة الصباح

نوم الأبناء خارج المنزل .. ظاهرة اجتماعية أم عادة تقليدية؟

إطلالة.. ورسالة

بقلم / سعاد العجمي السويحلي

‏Soad.swaihle@gmail.com

دعوني أسألكم أولاً..

هل نوم أبنائكم عند أقاربكم ظاهرة أم عادة اجتماعية؟

من وجهة نظري أراها أقرب للظاهرة، وربما لو طُرح علي هذا السؤال بعد سنوات لاختلفت الإجابة.

السبب قد يكون في اتسام الوقت الذي نعيشه في هذا الزمن بمتغيرات عديدة، فكل أسرة لها ظروفها، وثقافتها، ولكن أنصح الجميع بامتلاك ثقافة الضوابط لكل أسرة ولا ينبغي التساهل في النظر إليها وإنما إعطاءها وزنها من الاهتمام، فكثير من العادات السيئة يجري التقاطها والبدء في ممارستها أثناء نوم الأولاد في بيوت أقاربهم ومعارفهم.

في مراحل مختلفة من عمر الأبناء، ومع ازدياد ثقتهم بأنفسهم، تزداد رغبتهم في الاستقلالية والانفصال عن الأهل، وكثيراً ما تنمو داخلهم رغبة في الانتماء لمجموعات الأصدقاء أكثر من انتمائهم لأفراد الأسرة،.

ومن أهم مظاهر الخلاف التي تحدث أحياناً هو في مدى تقبل الأهل لفكرة مبيت أبنائهم خارج المنزل سواء عند الأقارب أو الأصدقاء.

شد انتباهي الموضوع، خاصة وأنني خصصت موضوعي الرئيس لهذا العدد، حول نوم الأبناء خارج البيت.

قرأت العديد من الآراء التي بالتأكيد مختلفة لأن لكل بيت طقوسه وطريقته في تربية الأبناء. فقد تشتكي بعض الأمهات من ضعف الحجة أمام إلحاح أبنائهن طلب النوم عند أقاربهم وتضعف سبل الرفض أمام قدرة هذا الجيل على الإصرار وممارسة الحوار.

تقول أحد الأمهات إنها لا تملك رفض نوم ابنتها عند خالتها كلما سنحت لها الفرصة لذلك وأن ابنتها تملك حجة قوية حين تقول لوالدتها ليس لدي شقيقة لأن إخواني ذكور لا أحب اللعب معهم .. وأخرى قالت أنا أسمح لابنتي فقط، ولكن الأولاد الذكور لا داعي لنومهم خارج البيت خاصة أن مغريات قيادة السيارة دون علم الأهل هي أول ما يتبادر لأذهانهم بعيداً عن الأنظار .

-هناك أيضاً من لا يؤيد مطلقاً ما أسموها فوضى اجتماعية ويعتقد أن أضرارها لدى البعض تفوق الفوائد وتضيف:

ويرى البعض أن نوم الأبناء في منزلهم وسط أسرتهم يعزز قيمة الانتماء والولاء ويحفز الشعور بالحياء والخصوصية عند الأطفال وليس مقبولاً أن أزعج أسرة أخرى بزيادة مسؤولياتها ورعاية ابنتي أيضاً فهذا يشكل عبئاً وإزعاجاً لأهل البيت. رأي آخر يقول من الناحية التربوية لا أنصح الأهل بالسماح للأبناء في سن المراهقة بخوض تجربة المبيت خارج المنزل أو في بيوت أصدقائهم، لأننا في هذه الحالة سنضع مجموعة من الأبناء غير المؤهلين وغير الناضجين في سلة واحدة، ما يجعلهم عرضة لمخاطر الإنترنت ومواقع التواصل من دون رقابة جيدة، وفي تلك المرحلة العمرية تزداد سطوة ونفوذ الأصدقاء وتأثيرهم في بعضهم بعضا، ويصبح الأقران مصدراً مهماً يستقي منه الطفل قيمه وسلوكياته ويكون تأثيرهم أقوى من تأثير الأهل.

شاهد أيضاً

وكيل وزارة الخارجية يبحث ملف عودة السفارة البرازيلية للعمل في طرابلس

  اجتمع وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية محمد عيسى، مع وفد من وزارة الخارجية البرازيلية، …