منصة الصباح

نعمة العقل

همسة ود

بقلم / د . آمال الهنقاري

حتى فى أبسط الأشياء يبقى استخدام العقل هو الأفضل، وأقصد هنا بالعقل، القدرة على الاستنباط والاختراع، والقيام ببعض الأعمال، واستخدام ما يتوفر من إمكانات..

وإذا ما نظرنا حولنا فماذا نجد؟

هناك من حباه الله بالقدرة على الاستفادة من إمكانات عقله فيسخرها فيما يفيده ويفيد غيره من البشر، فهو حريص على إيجاد طرق لراحة المسافر ولمساعدة الموظف فى عمله أو الطبيب لإنجاز مهمته العلاجية.. وأيضا لتطوير الألعاب الترفيهية وغيرها وغيرها.

كما أن هناك من حباه الله بقدرة على استخدام عقله فانهمك فى اختراع ما يقتل الإنسان ويدمره وينكل به، فتجد تطورا ملحوضا فى صناعة الأسلحة ووسائل الفتك والدمار، ًمنها مايدمر الأطفال ويخرب عقولهم بدون سلاح، بل يقدم لهم على هيئة ألعاب مبهرة تجعلهم ينفصلون عن واقعهم ليعيشوا في عالم من الخيال المدمر والذي سرعان ما يتحول لديهم إلى هوس.. وبالتالي يقومون بتجربة ما أبهرهم على أرض الواقع فى صورة جرائم ضد غيرهم، وأغلب الأحيان ضد أنفسهم.

وهنا يحق لنا أن نتساءل:

ألمثل هذه الأفعال خلقنا؟!

وهل جبل اإنسان على الشر لدرجة أنه يخترع ما يفنى حياة الآخرين ويقضى عليهم وهو يتلذذ فرحًا بما اقترفت يداه؟

وهل لم يحن الأوان بعد لنقف أمام آلات الدمار تلك التى يتفنن البعض في اختراعها لقتل كل جميل فى إنسانيتنا؟

لقد صرنا نرى الحارق والخارق والفتاك يصدر للدول الضعيفة لتمزقها إربا، وكأنى بصانعها يتلذذ برؤية نتائج لعبته على الأجساد البريئة!..

هذا المشهد يستحضر الفئة الأخرى التى ما فتئت تحاول أن تيسر على الناس حياتها باختراع كل ما هو مفيد وجديد لحياة أكثر رفاهية، وشتان بين مخترع وآخر.

والسؤال هنا: متى يستيقظ الضمير ويرفض أن يكون اﻻنسان فى أية بقعة من الأرض حقل تجارب لمخترع مهووس يتلذذ بدمار الإنسان والإنسانية، والفتك بالحياة، وتحويل النبض إلى أشلاء ممزقة، وإذكاء نيران الحروب لصالح شركات صناعة السلاح؟!.

دمتم بعيدين عن كل شر وكفى.

 

شاهد أيضاً

الأُسَرُ اللِّيبِيَّةُ وَالدُّرُوسُ الخُصُوصِيَّةُ

باختصار د. علي عاشور أصبحت الدروس الخصوصية أو ما يسميها البعض (معلمة الشنطة) جزءًا لا …