منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
حنان كابو| الصباح
أن تقرأ كتابًا يعني أن تستيقظ من سباتك الروحيّ وتحيا، وتحتوي اهتمامًا أكبر بمن يجاورك، خصوصًا أولئك الذين يختلفون عنك في كل شيء. – هنري ميلر
ما بين ذروة الاكتشاف وسبر أغوار الكتابة يمارس الكثيرون فعل القراءة وثمة في الجنبات ما هو يخلب خلدك ويسافر بك إلى سماوات سبع وكون أرحب.
نصوص لا يمكن التخلي عنها، ماذا وجد فيها قراءتها، رواية أو نص روائي أو قصصي تعود لقراءته بين حين وآخر..
بعضها يسافر معي …
وفي هذا الصدد يشير الأديب محمد قصيبات إلى أن لكل كاتب قراءات أدبية يعود إليها بين الحين والحين. ويضيف “بالنسبة لي أعود بين الحين والآخر إلى القراءة بالفرنسية ومن هذه الكتب:
1) تيريز ديكيرو Thérèse Desqueyroux للكاتب الفرنسي فرنسوا مورياك صاحب نوبل عام 1952 وهو كاتب يملك لغة فرنسية ساحرة
2) عشية الكاتب L’après-midi de l’écrivain للنمساوي بيتر هاندكة صاحب نوبل عام 2019 وهي رواية نقلها الكاتب عن قصة قصيرة بالعنوان نفسه للكاتب الأمريكي سكوت فيتجيرالد
(3) الرجل الضاحك L’homme qui rit لفيكتور هوغو وهي في رأيي أجمل ما كتب هوغو الذي كتب فيها مقدمته المشهورة عن “الكمبراشيكوس” وأرى أنها أفضل ما كتب من مقدمات في الأدب الفرنسي
4) السمفونية الريفية La symphonie pastorale للفرنسي أندريه جيد صاحب نوبل عام 1949وهي عن فتاة عمياء تدعى غرترد وفيها أجمل بدايات الرواية
ويعود للقراءة بالإسبانية ومن بين ما يقرأ:
الشاعر وحماره Platero y yo للإسباني خوان رامون خيمينيث، ويقول “لا أجيد الإسبانية لكن لغة خيمينيث واضحة للغاية”.
أما الكتب بالإنجليزية فيقرأ: رباعية الإسكندرية The Alexandria Quartet للكاتب البريطاني لورانس دوريل وهي لأحداث تروى من زوايا أربع.. وخاصة الجزء الأول الذي بعنوان جوستين.
الشيخ والبحر The Old Man and the Sea لهيمنغواي صاحب نوبل 1954والتي يقول هيمنغواي أنها كانت تتكون من 1000 صفحة قبل أن يحولها (هو أو ربما عشيقته الكاتبة الإيطالية) إلى شكلها الحالي
وبالعربية يقرأ:
(1) رواية “قنديل أم هاشم” ليحى حقي والتي اكتشفنها أثناء دراستي للطب وهي من أهم الروايات العربية التي يجب قراءتها
(2) رواية “عصفور من الشرق” لتوفيق الحكيم والتي لا يتوقع أحد نهايتها
(3) ديوان “الذي يأتي ولا يأتي” لعبد الوهاب البياتي الذي يتحدث عن عائشة التي أحبها الشاعر الصوفي عمر الخيام ولم يتحدث عنها في شعره قط وكان النيهوم قد كتب دراسة مشهورة عن هذا الديوان.
لوعة الغاوية
تعرفت الكاتبة الروائية خيرية عبد الجليل على المجتمع السعودي القديم، وذلك من خلال عبده خال وخاصة رواية “لوعة الغاوية”، وتقول “أتمتع حقيقة عند قراءتها وأعود إليها بين حين وآخر يتطرق خيالي للمجتمع السعودي اساطيره، مدنه، قراه، عاداته تقاليده، كل هذا بأسلوب ممتع جميل وبمفردات لغوية ولغة ثرية، سلسة و كل رواياته تعتمد على البيئة الشعبية، شخصياته ينتقيها من القاعدة الشعبية، الحواري والشوارع، عبده خال كاتب رائع جدا”
استعادة الفصاحة
وفي نفس السياق يصف الروائي شكري الميدي أجي الكتاب مثل رغيف خبز ساخن في كل مرة يعود الي قرأته ويقول بإن قائمته تحتوي على خمسة أدباء وصحفيين أعود إلى قرأتهم كلما أحسست بحاجتي لاستعادة الفصاحة
1 – تحية طيبة وبعد، الصادق النيهوم
2 – مقالات محمد حسنين هيكل
3 – تقرير إلى غريكو، سيرة كازانتزاكي
4 – رايسبيلدر رحلات هاينريش هاينه في اوروب
5 – السفينة رواية جبرا إبراهيم جبرا
ويخص تقرير غريكو قائلا ” هو أكثر نص أدبي أعود إليه، غالبا أحمله معي حتى في الخروجات العادية، ويضيف نيكوس كازانتزاكي سيرته وانطباعات وذكرياته، منذ طفولته الأولى، بأسلوب أدبي رفيع، لم تهضمه ترجمة ممدوح عدوان حقها،”
بينما انحصر اهتمام الكاتب الناقد احمد التهامي بروايات بدبوس وللسنوسي وخاصة في المنفى رواية دكتور رجب بو دبوس، لقاء على الجسر القديم صالح السنوسي
تجربة إنسانية
يعلق في ذاكرة أستاذة الأدب الروائية حنان الهوني الكثير من الأبيات الشعرية التي لا تغادرها تقول “أحيانا وأنا أقود السيارة أو وأنا أصعد درج ما، وفي بعض الأوقات تأتي مشاهد قصصية أو روائية كخلفيةٍ لبعض المواقف الحياتية العابرة والعميقة، فترشدني كبوصلة لمواطن الحكمة، أما في اللحظات الخاطفة قد تبرق في ذاكرتي بعض النتف والثيمات لبعض الشخصيات في الروايات المؤثرة، وربما أتوقف هنا عند روايات هدى بركات خاصة، وبشكل أعم الروايات النسائية التي تتناول أوجاع الأنثى وآلامها.. ولكن نفسيا لا أحب العودة للقراءة إلا عند كتابة ورقة نقدية ما، فحين أقرأ لأول مرة أشعر بأن حواسي كلها منجذبة للنص وغارقة في تلذذ تفاصيله.. وهي عملية مدهشة أقصد عملية القراءة بهذا الشكل.. وكأنني أكتب نصا على نص .. فالقراءة هنا قراءة عميقة تهدف لبناء نصٍّ موازٍ يعتمد التذوق والتحليل والحكم ..فكل نص أدبي يحمل في داخله تجربة إنسانية نحتاج للتوقف عندها كثيرا. )
ويفضل المصور الكاتب محمد بوعجيلة العودة لقراءة ميثم راضي “كلمات رديئة “يقول عنه عبارة قصائد نثر تعطي لك فكرة عن كيف تكتب قصيدة النثر وكيف تحول اللوحات الفنية والصور إلى نص”
