منصة الصباح

منشور “عادل” غير عادل

فتحية الجديدي

كتب زميل في الإعلام على درجة علمية متقدمة، بصفحته الشخصية في منصات التواصل الاجتماعي منشورًا حمل عنوان «المجتمع المخملي»، خمن فيه أن تحصلت المرأة على حريتها، ولاحظ – وفق وجه نظره – تطور المرأة الاعتيادية في الأنشطة التي تقوم بها، فبات هناك شيء من لا شيء.

ومضى موضحاً أن الفنانة لم تولد ضمن بيئة معرفية صحيحة تحمل معايير الفن والموسيقى ، وأن خبيرة التجميل لم تكن على كفاءة وصاحبة شهادة تعليمية أو تدريبية تؤهلها إلى ذلك، كما أضاف أن سيدات المجتمع لم يصلن إلى هذه المرتبة بأصول العمل الاجتماعي أو الانساني بشكل عام، واستثني في ذلك المناضلات والمكافحات والعصاميات – في ختام منشوره.لكن هذا الزميل المحترم الذي أكن له كل تقدير واحترام ومعزة خاصة لتجربتنا السابقة معًا، وهي مشاعر تدفعني لأن أستأذنه في الرد على هذا المنشور غير المقبول لي ولكثيرات مثلي ، لأنه بكل بساطة لم يكتبه بهذه الصياغة ، بل استخدم عبارات ومصطلحات أراها شخصيًا غير لائقة ولا يفترض أن تكون خطابًا موجهاً منه إلى الأصدقاء ومتابعي صفحته والمجتمع بشكل عام، حيث قام بعض من أصدقائه بالتعليق سلبًا مستخدمين مصطلحات أقل ما توصف بأنها مؤذية للحس الإنساني.

والوصف الذي قدمه زميلي غير منصف لزميلته وصديقته وأخته وشريكته في العمل وابنة بلده مهما كان تقييمه لمستواها العلمي أو قدرتها وكفائتها- مهما قدّم من استثناءات- فلا يعفي حسن النية ولا رغبة النصح الصفح عن الزلل إن وقع، والبيان مقدم على المعنى في كثير من الأحيان – أليس منه السحر الذي تشنف له الآذان وتلتفت إليه الأعناق، فيستساغ معه الصعب ويقبل الغريب.

قال زميلي إنه يحترم المرأة القوية التي بذلت جهدًا وثابرت واجتهدت وتعلمت ولها تجربة غنية وتلك التي قاومت كل الظروف لإثبات مقدرتها، لكنه في معرض هذه الإشادة وذاك الانتقاد لبعض النساء استخدم كلمات لا أراها تليق بمكانته العلمية ولا مهنته كصفحي يحمل المثل الإنسانية السمحة شعارًا، ومن وجهة نظري أنه قلل من قيمة المرأة التي أجزم أنها إن بلغت ما بلغته بطرق غير صحيحة فأنها ببساطة تحصلت على خدمة من الرجل.

أرى أن هذا المنشور غير عادل في حق النساء اللواتي حولن حياتهن وفق ما توفرت لهن الظروف، ولن نكون جلادين نقيم الآخرين، وإن اضطررنا لوصف ملمح مجتمعي، فحري بنا اتباع الموضوعية وتلمس معايير وأخلاقيات المهنة، بعيداً عن مصطلحات مثل «مزيتة « ولا للجريئة » ف….» مع احترامي

شاهد أيضاً

يعطي بنته ويزيد عصيدة

جمعة بوكليب زايد ناقص لم يكن في حسباني، يوماً ما، أنني سأتحوّل إلى كاتب مقالة …