بوضوح
بقلم / عبدالرزاق الداهش
الدكتور «ليو تشي مينيج» هو من كان يدير مستشفى ووتشانج، بمدينة ووهان الصينية المنكوبة.
كان هذا الطبيب في كل مرة يعطينا أخبارا مبشرة، عن تعافي بعض المصابين بفيروس کورونا.
لكن الخبر المحزن الذي لم يرد على لسان، هو نبأ وفاته بسبب الفيروس الذي حاول أن يقاومه.
«ليو تشي» كان بمقدوره تفادي الفيروس لو ترك المستشفى، وعاد لمنزله، بمنطق أن حياته ليست أرخص عليه من حياة الآخرين.
لكن هذا الطبيب الصيني اختار العكس، وفضل منطق أن حياته ليست أغلى من حياة غيره من البشر.
مات الرجل بين الشراشيف البيضاء، وهو يحاول إنقاذ ما كان يمكن إنقاذه من ضحايا هذا الفيروس الرهيب.
وغير «ليو تشي» هناك ما يقرب من ألفي مصاب بالفيروس، من العاملين بالقطاع الصحي، وجميعهم مشاريع موتی.
مئات الآلاف من أصحاب المعاطف البيضاء، يحاربون قاتلا، لا يفرق بين البشر بسبب الوطن، أو الدين، أو الجنس، أو العنصر.
لا أحد من هؤلاء الأطباء، والمسعفين، طلب زيادة مرتبه، أو علاوة خطر، أو تعويضا عن ضرر محتمل، أو حتى إجازة، رغم أن مصيرهم، قد لا يختلف عن مصير الدكتور «ليو تشي». .
جميعهم يعرف أنهم في حرب، وأنهم في مواجهة خطر مميت، وأن فيروس كورونا لا يعرف الإضراب، والاعتصام، والإجازة.
فماذا لو تخلى كل نصف العاملين في الصحة الصينية عن مواجهة هذا الخطر المميت، وتركوا إخوتهم الصينيين؟
وتذكروا مرة أخرى أن هناك في العالم من هم على استعداد للموت كي يعيش الناس، بينما لدينا من يقتل الناس كي يعيش فوق أقفاصهم الصدرية!!.