منصة الصباح
هاشم شليق

محطة

هاشم شليق

دبلوماسية تنس الطاولة..!

نعلمُ أن السفارات الليبية هي أراض ذات سيادة..لذا تعتبر فاعلية إنجاز مهامها تفاصيل داخل لوحة، وليس بالضرورة كامل إطار السيادة الوطنية..والذي قد يحمل في طياته السباحة عكس التيار السياسي السائد دوليا، وما هو وفق ترتيبات جيواقتصادية..

لذا قد نجد أنفسنا مرغمين على عبور محيطات من أجل الآخرين، ولكن هم لن يعبروا حتى جسر من أجلنا.. وبالتالي لابد من حلحلة الملفات العالقة داخل مباني السفارات، فهي مرآة للدولة الليبية بالخارج..

حيث ان تقديم درهم مصلحة عليا استباقية، أفضل من امتصاص قنطار ضغوط دولية..
وبما أن أمن البلاد الداخلي مرتبط بالخارجي، يستوجب تأسيس بنية تحتية أمنية، مجهزة بتقنيات إتصالات رقمية ومعدات متطورة داخل مقر كل سفارة..

وتقاس قوة العلاقات الدبلوماسية اليوم، بمدى تعزيز البعثات لعمل قطاعي التجارة والاستثمار..

وفي الوقت الذي يتجه فيه العالم إلى المراكز الدبلوماسية وسط دول متقاربة جغرافيا، يمكن للموظفين المحليين الليبيين أو الأجانب، إدارة مهام السفارات غير المقيمة..

والأهم من الآن فصاعدا، إلقاء العديد من سفارات الدول بثقلها كبنيان قادم من الوراء، للتفاوض مع منظمات متعددة الأطراف مثل الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.. وألا يقتصر هذا الدور على المندوبيات الدائمة، فاليد الواحدة لا تصفق..

والمطلوب تفعيل مسار الاعتماد المتزايد على مواقع السفارات الإلكترونية، لنشر العناوين العريضة، وترك التفاصيل لسياسات تحت الطاولة..بمعنى تبنّي استخدام القنوات الدبلوماسية الخلفية، مثلما حدث بين سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية والسوفييتية خلال أزمة الصواريخ الكوبية..

فالذين مروا عبر المختنق كانوا سفراء في الظل، وليس شخوصا تحت الأضواء..وكذلك فإن رصد المنصات الأجنبية يوفر رؤى تحليلية حول الرأي العام، والقضايا الناشئة للدول المضيفة..كما تتيح الأدوات التقنية الإستجابة والتواصل السريعين أثناء الأزمات الإقتصادية الدولية، أو حالات الطواريء السياسية..
ويمكن لوزارة الخارجية اللجوء إلى الشراكات بين القطاعين العام والخاص، في الترويج لمختلف نواحي الدولة الحيوية..

ومن الأهمية اعتبار الإنجازات الرياضية والفنية والأدبية خير سفير ثقافي، فهي التي تستهوي الشعوب أكثر من أي شيء آخر..
والشاهد دبلوماسية تنس الطاولة، عندما تم تبادل الفرق بين الصين وأمريكا، لتساعد على تلطيف الرأي العام، وتمهيد الطريق لخطوات دبلوماسية لاحقة..على الرغم من عدم وجود سفارات رسمية وقتها، لكن من خلال مكاتب اتصال أمريكية في بكين أدارها مواطنون اجادوا التحدث باللغة الصينية..

إذن لا بد من تنسيق لزيارات شعبية وإقامة معارض فنية وأمسيات شعرية وتوقيع إصدارات كتب، وجولات ودية للأندية الرياضية لسلسلة من البلدان للتعريف بالهوية الوطنية..

ففي لغة السياسة بين الدول لا يوجد صديق دائم يدخل من الباب، ولا عدو أبدي يتسلل من النافذة..وفن الدبلوماسية يقول إذا أردت الاستفادة من الخصوم عانقهم..

شاهد أيضاً

تحضيرات في يفرن لانطلاق مهرجان التنوع الثقافي

تحضيرات في يفرن لانطلاق مهرجان التنوع الثقافي

عقد مراقب التربية والتعليم بمدينة يفرن اجتماعًا تنسيقيًا ضم اللجنة العليا للاحتفال باليوم العالمي للتنوع …