منصة الصباح

قيمة الشباب

بقلم : م / بشير الطاهر الجليدي

إن المجتمع ما هو إلا مجموعة من الأسر المنضم بعضها إلى بعض.

فالأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع ، ولهذا احتفى الإسلام بها ،وعمل على تماسكها وإعزازها ، والبيت في تقديره مكان للسكن ، في ظله تلتقي النفوس على المودة والرحمة والتعاطف والمحبة ومن سماته تأخذ الناشئة طابعها وسلوكها .

وينشأ ناشيء الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه والشباب في الأسرة روحها المتوثب ودمها المتدفق ، ومظهر حيويتها ونشاطها وهو في المجتمع قلبه النابض ، وعزمه القوى ، وفي كل عمل عامل نجاح ، وبأفكارهم تنتشر الحضارة ، وبقواهم توطد المثل الانسانية والقيم اإلاخلاقية وبطموحهم تتأكد الحرية ، ويرتفع شأن الامة .
إن إيمان الشباب قوة فعاله تصنع الأعاجيب ، وتحقق أهدافا ً يعجز عن بلوغها الضعاف المهازيل .

إن قوة الشباب هي الطاقة الجبارة الممتلئة بالحيوية والنشاط ، هذه القوة تدفعها إلى طليعة الأمم الراقية وحينما نرى أمة أخذت بنصيب وافر من الرقي والحضارة ، ودعمت كرامتها وحريتها ، نجد وراء هذا فتية آمنوا بربهم وبحقهم في الحياة الحرة العزيزة .

إن الشباب هو الذي يؤمن باستمرار الأعمال البناءة بالعلم والعمل في جميع المجالات ، وبهذا كان على الشباب مسؤولية ضخمة نحو مجتمعهم وقد بين الله تعالى جوانب مما قام به الشباب عبر التاريخ فيوسف عليه السلام كان شابا ً حين تعرض للتجارب التي مرت به من أخطار المجاعة ، وحافظ على نقاء شبابه وعفافه ومروءته وأدخر هذا الشباب للمصلحة العامة حينما استدعاه حاكم مصر ليضبط ميزانها الإقتصادي ، وقال له يوسف ” أجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ” .
وسجل القرآن الكريم نموذجا لموسى عليه السلام حيث كان يستخدم هذا الشباب في مساعدة المستضعفين وفي عمل الخير فلما وجد الناس يستقون من بئر في مدين ، ووجد إمرأتين لا تستطيعان مزاحمة الجماهير لتسقيا لم يقف مكتوف اليدين ، وسقى لهما .

وكانت حياة محمد صلى الله عليه وسلم في شبابه مثال أعلى في مكارم الاخلاق ، حتى لقب بالأمين قبل أن يبعث بالرسالة ، ولم يشأ أن يعيش وهو شاب عالة على أسرته ، بل في رعي الغنم ، وعمل في التجارة ، وتاجر في مال السيدة خديجة ، ورأت فيه المثل للشباب المخلص الأمين .

فاتقوا الله عباد الله  وتعهدوا شبابنا بالرعاية ، وكونوا قدوة طيبة لهم في التحلي بمكام الأخلاق .

شاهد أيضاً

مباريات الدربي

عبد الرزاق الداهش ——- قبل كل مباراة ديربي، ندخلُ في صداعٍ عن مكان المباراة، وتوقيتها، …