بلا ضفاف
عبد الرازق الداهش
هذه هي الأوراق الثبوتية لمدينة اسمها طرابلس: قطط جميلة، أسماك زينة، وعصافير ملونة، وأطواق ياسمين، .
يعني إذا لم تحتفي طرابلس بأجمل قطة، وأجمل عصفور، وأجمل عنقود دالية، فهل تحتفي بأجمل دانة ار بي جي؟
أو هل تحتفي طرابلس بأجمل مقبرة، للأسف حتى المقابر صارت عندنا مثل المقابر الجماعية في صحراء الربع الخالي.
طرابلس تنتسب إلى نفسها، مدينة ناعمة، وأليفة، ومسالمة، ولكن مشكلتنا اننا نريدها على مقاس وحشيتنا، وعنجهيتنا.
ولهذا كانت كل هذه الحملة من التنمر، والضغينة على مسابقة صغيرة لأجمل قطة، في زمن بشاعة الصواريخ الحرارية، ومدافع الهاوزر الثقيلة؟
لماذا لا نتعامل معها كرسالة ضد الموت، والبشاعة، والتوحش، حتى ولو في غير الوقت، وبغير الطريقة.
لنترك هواة تربية القطط، والعصافير، وجمع الفراشات، ولنفتش عن القطط السمان، الديناصورات البشرية.
القطة كائن لطيف، وخجول، لا يرمي بالرصاص، أو الحقد، ويحمل نفس الاسم بكل اللغات، مثل الام.
لو علمنا اولادنا الجلوس خلف طاولات البيانو، لما تعلموا الجلوس خلف مضادات الطائرات أو مضادات الليبيين.
لو ربينا اولادنا على جمع الفراشات، لما تربوا على جمع الذخيرة، والغنية، واشعال النار في البيوت.
نحن لسنا محتاجين لكتيب هندسة واحدة لفك الالغام، نحن نحتاج لمئة كتيبة هندسة لابطال مفعول قنابل الكراهية، وهي في الحقيقة قنابل تدمير شامل، ينبغي أن تكون محرمة أخلاقيًا.