يقلم/ علي الأسود
أصوات تتعالى هنا وأخرى هناك .. أصوات تنادي بضرورة التغيير والتجديد في المجال الرياضي، وعشنا في الفترة الأخيرة جدالا كبيرا حول هذا الأمر، فريق يطالب بضرورة التغيير ولا يعترف بأي شكل آخر، والفريق الثاني يرى أن المجال الرياضي في حاجة للتجديد وإزالة التشوهات التي تسود في رياضتنا، والتي أرى من وجهة نظري أنه تم زرعها عمداً مع سبق الإصرار والترصد ، وعلينا فقط أن نعرف قبل وبعد كل شيء أن التغيير يعني استبدال لكل ما هو قائم، أما التجديد فهو يعني التطوير، والإضافة لما هو قائم، وأن التغيير والتجديد مسألة طبيعية ومطلوبة في نفس الوقت، مع ضرورة ضخ الدماء الجديدة وتجديد الفكر والبحث عن إبداعات جديدة تملك الكفاءة والفاعلية، لكن الواجب يحتم علينا قبل أن نبدأ في الأخد بموضوع التغيير والتجديد في الموارد البشرية لتغيير واقع مستوى الرياضة وتطويرها .. الواجب يحتم علينا رفع صوتنا عالياً والمناداة بقانون جديد للرياضة الليبية بدل قانون عام 1968 الذي لم يعد يتماشى مع ما هو موجود الآن، ولا يواكب التطور الهائل الذي حدث في المجال الرياضي .. قانون جديد يكون هو أول خطواتنا نحو التغيير والتجديد للتخلص من العشوائية وعهد الهواية الذي أصبح من العهود البائدة، لا شك أبداً في ذلك .. قانون جديد للرياضة ينقلنا من عالم الهواية الخالصة إلى عالم الاحتراف الذي هو الطريق الوحيد الذي يقود للنجاح، والوصول للعالمية ولنعود لنقطة البداية ونسأل أنفسنا سؤالاً واضحاً ومحدداً ما هو الهدف من التغيير والتجديد وهل سنتكيف معه ونضع استراتيجية للعمل على اتخاد القرار الصحيح لهذا التغيير؟
وهذا يقودنا للقول بأنه يجب ألا يكون التغيير من أجل التغيير فقط، وإلا يتم هذا على حساب الكفاءات الوطنية الرياضية السابقة التي لديها الكثير وتختزن خبرات سنوات طويل، كما حدث في السنوات القليلة الماضية، حيث اختفت من المشهد الرياضي قامات ورموز كانت حاضرة وأصبحت غائبة تماماً ولم نعد نسمع عنها شيء .. شخصيات بارزة ومتميزة كانت تزخر بهم الساحة الرياضية وهجروها بفعل فاعل وأصبحوا يغردون خارج السرب، يجب ألا تكون هناك قطيعة مع أحد من اطيافنا الرياضية المخلصة فمركبنا واحدة ، خطوة من هنا وخطوة من هناك، تقصر المسافة ويلتقي الجميع لما فيه الخير للرياضة الليبية وللوطن.