إعداد: تقوى البوسيفي
حذّرت منظمة الصحة العالمية من الخطر المتزايد لفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، الذي يُعدّ أحد أبرز أسباب دخول الرضّع إلى المستشفيات حول العالم، مشيرةً إلى أنه يتسبب في وفاة أكثر من 100 ألف طفل سنويًا، نصفهم دون سنّ الستة أشهر.
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج المنظمة الأسبوعي “العلوم في خمس”، الذي استضافت فيه الإعلامية فيسمتيا غوبتا سميت، الدكتور دانيال فيكين، خبير إدارة الأمراض الوبائية بمنظمة الصحة العالمية، للحديث عن أحدث المستجدات المتعلقة بالفيروس وطرق الوقاية منه.
فيروس شديد العدوى
وأوضح الدكتور فيكين أن الفيروس المخلوي التنفسي شديد العدوى، وينتقل بسهولة من شخص لآخر عبر العطس والسعال أو ملامسة الأسطح الملوثة، مشيرًا إلى أن معظم الأطفال يُصابون به قبل بلوغهم العام الثاني من العمر.
وأضاف أن الفيروس يؤدي إلى نحو 33 مليون إصابة سنويًا بعدوى الجهاز التنفسي السفلي، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب القصيبات، ويسبب أكثر من 3 ملايين حالة دخول إلى المستشفيات، فضلًا عن 100 ألف وفاة سنويًا في صفوف الأطفال، خصوصًا حديثي الولادة.
أعراض تستدعي القلق
يبدأ المرض عادةً بأعراض تشبه نزلة البرد، مثل سيلان الأنف والسعال والعطس، لكنه قد يتطور سريعًا إلى مضاعفات خطيرة.
وأشار فيكين إلى أن أعراض الخطر تشمل:
• الأزيز وصعوبة التنفس،
• صعوبة الرضاعة،
• النعاس الشديد،
• زرقة الشفاه أو الأظافر.
ونبّه إلى أن ظهور أي من هذه العلامات يتطلب مراجعة الطبيب فورًا لتفادي تدهور الحالة.
لقاحات وأجسام مضادة واعدة
وفيما وصفه بـ”الأخبار السارة”، أكد خبير المنظمة أن العالم يشهد تقدمًا علميًا غير مسبوق بعد عقود من الأبحاث، إذ أصبحت هناك طريقتان فعالتان للتحصين ضد الفيروس:
1. لقاح للأمهات الحوامل يُعطى خلال الثلث الأخير من الحمل، وينقل الأجسام المضادة إلى الجنين، مما يوفر له حماية حتى عمر ستة أشهر.
2. جسم مضاد وحيد النسيلة يُعطى مباشرة للرضيع بعد الولادة، ويمنحه مناعة فعّالة خلال الأشهر الأولى من حياته.
إجراءات وقائية منزلية
وشدد الدكتور فيكين على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية اليومية، وأبرزها:
• غسل اليدين بانتظام،
• تجنب التدخين قرب الأطفال،
• الحد من اختلاطهم بالأشخاص المصابين بأعراض تنفسية.
كما أوصى الأمهات والآباء بمراجعة الطبيب خلال موسم الخريف والشتاء، وهو الوقت الذي يزداد فيه انتشار الفيروس، لمعرفة إمكانية الحصول على التطعيم المناسب سواء للأم الحامل أو للرضيع بعد الولادة.
منظمة الصحة العالمية تؤكد أن الوقاية بالتطعيم إلى جانب النظافة الشخصية تبقى السبيل الأنجع لحماية الرضّع من مضاعفات فيروس RSV، الذي لا يزال يشكل تحديًا صحيًا عالميًا يستدعي الوعي المبكر والتدخل الوقائي السريع.