المسنّ هو الشخص الذي تجاوز من العمر الذي يصبح فيه غير قادر القيام بكثير من الأعمال اليومية التي اعتاد القيام بها، وقد حثت جميع الكتب السماوية والأحاديث النبوية الشريفة على العناية بالوالدين، فالإنسان مكرّم لقيمته الإنسانية الذاتية وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ليس منّا من لم يرحم صغيرنا، ويوقّر كبيرنا، ويأمر بالمعروف، وينه عن المنكر ).
إن أكثر مراحل حياة الإنسان التي تحتاج إلى رعاية هي مرحلة الشيخوخة، إذ يعود الإنسان ضعيفاً، بحاجة إلى رعاية من جميع النواحي: النفسية والجسدية والغذائية، والصحية، وبسبب أهمية هذه المرحلة العمرية عند الإنسان، فقد تخصصت الكثير من مؤسسات المجتمع المدني في رعاية المسنين، كما أن القوانين الدولية أولت العناية بهم أهمية كبيرة، على الرغم من أنَّ كبار السن يمتلكون الخبرة والحكمة، والوجاهة والمال؛ إلّا أنَّهم يُعانون من الضعف والوهن في البدن والصحة،،ولكن هناك ظروف معينة للأبناء الذين يسلمون والديهم لتلك المؤسسات أوالديار التي تتبع الدولة، ومن المعروف أن ذلك الفعل يعتبر عيباً كبيراً وجرماً يرتكبه الأبناء خاصة في المجتمعات العربية .
المسنون في دار المسنين أمانة في أعناق المسؤولين، وقد خصصت لهم الدولة الليبية ميزانية خاصة بهم ومؤسسات لرعايتهم، ويعلم الجميع أن وزارة الشؤون الاجتماعية هي المسؤول الأول عن الوقوف عند متطلباتهم وتوفيرها كاملة من الجوانب المادية والاجتماعية والمعنوية.. ويكفي المسؤولون فخرا أن نذكرهم بما ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز حول معاملة الوالدين، حيث تكمن أهمية احترام المسن في التخفيف عنهم، وذلك من خلال دمجهم بالمجتمع الذي يعيشون فيه، وتخليصهم من عزلتهم، وتقليل حدة التغيرات الاجتماعيّة والنفسيّة التي يمرُّون بها.. و إنَّ احترام المسن وتقديره أحد الآداب الإسلاميّة، ومن سنن النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم،
رسالتي لوزارة الشؤون الاجتماعية، وللمسؤولين عن دار الوفاء للمسنين: يجب توفير ما يحتاجه هؤلاء المسنين بأموالهم التي خصصتها الدولة لهم، وأن تتم صيانة ماتتطلب صيانته من دورات مياه ومصاعد وسيارات خاصة بهم، فهل يعقل أن دار المسنين بدون مصعد، وعندما يتطلب الأمر تواجدهم بالدور الأرضي يقوم المشرفون بإنزالهم بكراسيهم من السلم..؟؟
الحديث يطول عن النواقص وعن السرقات، وعن، وعن..فهل فكرت معالي سيادة الوزير أن تخصص لهم يوماً لزيارتهم وتفقد احتياجاتهم؟
للتنويه فقط: أحب أن أذكر أن رعاية المسنين في الإسلام ترتكز على عدد من الأسس، أهمها التراحم، والتآخي، وحب الخير للآخرين، فديننا الإسلامي ينص على أنَّ جزاء الإحسان هو الإحسان.
لذلك أنصحكم أيها المسؤولين.. أتقو الله في أبائنا وأمهاتنا المسنين والعاجزين.
بقلم /سعاد السويحلي