منصة الصباح

غنيمة حب!

عبد الرزاق الداهش

من يشكك في وطنيتك، وليبيتك؟

سوف تلجأ فورا إلى منطق (كابر عن كابر)، وتدخل في استعراض تاريخي لاجدادك، من أجل إثبات أصليتك.

تستعير نفس منظومة القيم القبيلية، لتاكيد صحة النسب الوطني.

وهكذا فالوطن بالنسبة لنا هو قبيلة، نتحدث عنه بنفس خطاب التفوق، (قبيلتنا هي الاعرق، هي الأكبر).

مجموعة الالتزامات لدينا، على نحو ذات المفردات، شرف القبيلة، وكرامة القبيلة، وحرمة القبيلة.

ونجد انفسنا كل مرة نعود إلى المخزون العاطفي ذاته، فكما كنا نحب القبيلة، صرنا نحب الوطن، وقد نزدري غيره.

ويا حبيبي. يا وطني! وانت احلى ذرة، وحتى بقية المعجم العاطفي المرحل من حرب البسوس.

في كتب المحفوظات المقررة على الصغار، وفي اغاني المغنين، وفي خطابات الحزبيين، يظهر الوطن، كما لو أنه قبيلة كبيرة.

نحن دخلنا عصر الدولة الوطنية، ولكن لم نخرج بعد من زمن القبيلة، والعشيرة، والعرق.
حملنا معنا في هجرتنا إلى محطة العصر حقيبة مملؤة بكل كراكيب الماضي، من عصبية، وذهنية غنائمية.
حماية شيخ القبيلة، هو دفاع عن شرف القبيلة، ومناصرة أبن القبيلة واجب، غيره التخاذل، وحتى الخيانة.
وتبعا لذلك صارت علاقتنا بالحكومة ملتبسة، وصرنا لا نفرق بين الحكومة، والوطن، والأسوأ علاقتنا بالاصول، والأموال العامة.
ووفقا لهذه الصورة الذهنية، صار المال العام هو مال الحكومة، وعلينا ان نجتهد من اجل الحصول عليه.
ولأن المال العام ليس مالنا جميعا، فمن يختلس الملايين من الدولة ليس لصًا.

أما من يسرق دجاج من بيت جيرانه فهو سارق، وستلاحقه الفضيحة.

ولعل الدولة الريعية قد عززت الثقافة الغنائمية، تحت عنوان حقوقنا.

فالتعيين على وظيفة حق، والمرتب حق، والدراسة بالخارج على نفقة الدولة حق، وحتى الحج على حساب الدولة حق.

شاهد أيضاً

زيادة الوزن وطريق الموت

مع شاهي العصر: توجد دولة في جنوب أمريكا اسمها بوليڤيا بها شارع يعد أخطر شارع …