منصة الصباح

عندما يكون الرجال أنانيين..هل الرجال مقتنعون بالحب.. وهل يحبون فعلا؟

مشاهدات – فتحية الجديدي

سؤال مطروح يلامس كما هائلا من العلاقات العاطفية الظاهرة منها والباطنة، وهي علاقات تنطلق من حاجة الرجل الموضوعية للمرأة والعكس، وما يولد بينهما من مشاعر، قد يكون السؤال الأكثر أهمية، هو هل هذه المشاعر حقيقية؟ أم أنها مزيفة من أجل مصلحة ما؟ أو بهدف الوصول إلى غرض مسمى؟! ولعل ما يوقع الكثيرون في فخ الزيف العاطفي، هي المصالح المادية والمعنوية أيضا..

الحب ليس كلمة وحسب، بل شعور يتخطى الماديات والملموسات أيضا فهو يحلق بصاحبه لحدود غير مدركة، فكيف لهذا الحب أن يصنع من

أجمل ما نعرف ونسمع عنه ونشعر به، هو الحب نحو من نمنحه مشاعرنا الفياضة، ونهب له كل ما نحمله في وجداننا من طاقة وحس، الحب أعلى درجات الإحساس عند الإنسان، فكيف لهم أن يحولونه إلى أداة لتسخيفه وتتفيهه..؟! البشر الذين لا يشعرون بالحب هم أموات، والإنسان الذي لا يحمل هذا المكنون لا يمكن له أن يتذوق الحياة بأكملها.. لأنه الروح التي نعيش بها..

لست بصدد إعطاء دروس في الحب والغرام والعشق والهيام، لأنها مستويات ندخلها ونجد أنفسنا بها، لكنها لا تستعبدنا وفي ذات الوقت لا نستهين بها لأنها الجزء الجميل من تكويننا، ومن صنع الإله الواحد.، كما لست بصدد عرض تللك العلاقات العاطفية التي جاءت باسم الحب لأنني أقل من أن أسردها فهي تتجلى وتسبح في هذا المعنى وما يمثله عند أصحابه، لكنني أسلط الضوء على تللك العلاقات التي يشوبها الخداع والزيف والكذب والغموض أيضا، من أجل أشياء أو (كما يقال) تمضية وقت لا أكثر، ويكون ضحيتها أحد الطرفين _حتى أكون أكثر موضوعية _ولكن في الغالب تكون الضحية امرأة..

هذه المسكينة التي صدقت ما قيل لها ورافقت تصديقها للأمر منح مشاعرها وعاطفتها، لتفوز بقلب الرجل لتصبح حبيبته! في حين أنها لا تدرك أن المشاعر المقابلة هي (الفيك فيلنج) والعلاقة مجرد تسلية..

هل فعلا تحول الحب للتسلية؟

هل المشاعر يمكن المتاجرة بها، باعتبارها تجارة ناجحة؟

هل تحولت العلاقات الاجتماعية إلى مصلحة لا غير؟

هل الحب أداة لممارسات ذكورية خاطئة؟

لماذا يصبح الرجل أنانيا بمجرد دخوله في علاقة عاطفية؟

هل يمكن القول إن اهتمامات العديد من الرجال وخياراتهم وعلاقاتهم تدخل في إطار المصلحة البحتة لا غير، ضاربين بمشاعر وآدمية الآخرين عرض الحائط، لأنهم _وبكل بساطة _دائما يبحثون عن أشياء ربما يفتقدونها، أو يشعرون بنقص ما يحاولون تعويضها؟ أم أنها هيمنة ذكورية وتعامل من منطلق (أنا الرجل) اكتسبها من إرث قديم تربى عليه؟ وهو أن ما يصلح للرجل لا يصح لغيره!

والتجربة تخبرنا أن الرجل الذي يعاني من هذه العقد التي تراكمت مع الزمن؛ يخرجها مع أول ارتباط عاطفي مع المرأة، ويحولها لضحية لمجرد استلطافها وكسب مشاعرها نحوه، التي تبعد عن الحقيقة وتدخل للخيال..

لكننا لا نستطيع أن نقول إن المرأة دائما هي المضحوك عليها أو إنها الضحية لأن الطرف الأخر قد يقع في المأزق ذاته، لكن ما يجعلنا أكثر حرصا على التركيز على هذا الموضوع هو أنانية الرجل والعمل دائما لحسابه حتى وإن كان الثمن مشاعره!، الشأن الذي يدفعه أن يزيف كلامه ويبالغ في تصرفاته ويضع رتوشاً حتى في تعامله الخاص، ويتجه للحيل والألاعيب باسم الحب، ويبذل مجهودا مضاعفا للاستمرار في الموضوع الذي حوله لمجرد لعبة لاغير..

إن الحب أسمى من أن نحوله لشيء غير حقيقي لممارسة الأنانية والعنجهية ونضر به الطرف الآخر بدل أن نحبه، ونحوله لمأساة، في حين أن الحب في حقيقة الأمر يدخل السعادة والبهجة لقلوبنا .

هل الرجل ضد الحب؟

هل الرجل غير عاطفي؟

البعض يصنعون لهم «هيلمان» لمجرد أن أصبحوا (حبيبين) وبأنهم يستطيعون أن يصبحوا فرسان الأحلام حتى ولو بطريق ملتوية وخديعة، مع أن الحب هو الشيء الذي ينزع كل البغض والزيف..

شاهد أيضاً

الكوني يشارك نزلاء دار الوفاء لرعاية العجزة والمسنين مأدبة افطار جماعي

أجرى النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني، رفقة وزير الشؤون الاجتماعية وفاء الكيلاني، ومدير دار الوفاء …