منصة الصباح

 عبدو الطرابلسي

حـديـث الثـلاثــاء

مفتاح قناو

 

مثلما كانت الإذاعة الليبية في ستينيات القرن العشرين هي مصدر الخبر والمعلومة الوحيد للمواطن الليبي، كانت هي أيضا مصدر المتعة الوحيد للمواطن الليبي فمن خلالها كانت الأسرة الليبية تقضي وقتا ممتعا في متابعة المسلسلات الإذاعية التي كان أهمها السير التاريخية مثل عنترة بن شداد أو الزير سالم أو غيرهما، ثم كانت إلى جانب ذلك الأعمال المحلية والتي تم تقديمها من خلال مجموعة من الفنانين الليبيين بإمكانيات بسيطة لم تتجاوز جهاز تسجيل مسموع وقد كانت في البداية تقدم على الهواء مباشرة دون تسجيل.

وعندما تذكر تلك الفترة من عمر الإذاعة الليبية فإن رمزا مهما من رموز البدايات لابد أن يذكر هو الكاتب والمبدع الذي عرف باسم (عبدو الطرابلسي) واسمه الحقيقي عبد العال المرابط أصيل مدينة الخمس.

قدم عبدو الطرابلسي عددا كبيرا من الأعمال الدرامية المسموعة، وكان وراء تكوين مجموعة كبيرة من الفنانين وظهورهم في أعماله منهم عبد الرزاق بن نعسان و محمد الكور ومصطفى زقيرة وغيرهم من المجموعة التي عرفت بالأدوار التي قدموها مثل (بنور والحاج و بوغوفة والحاجة بدرية).

تميزت فترة الستينيات قبل ظهور النفط وتغير أحوال المجتمع بظاهرة الهجرة من الأرياف والدواخل إلى المدن طلبا للعمل، وكان من عادة القادمين إلى المدينة شبابا دون عائلاتهم أن يستأجروا دكانا للإقامة فيه لان إيجاره رخيص بالنسبة لهم، حيث عرف المجتمع ما سمي (دكاكين العزابة)، فقد عبدو الطرابلسي في ذلك الوقت مسلسله الإذاعي الشهير (ثلاثة في دكان) والذي عرض فيه كثير من مشاكل المجتمع وما يمر به هؤلاء (العزابة) القادمون إلى المدينة في سبيل لقمة العيش.

عبدو الطرابلسي كان سريع البديهة حاضر النكتة، فعندما تم نقل مقر الإذاعة الليبية في الستينيات من مقرها القديم في شارع الزاوية إلى مقرها الجديد في طريق الشط والذي مازالت به حتى اليوم، أطلق دعابته الشهيرة والتي أغضبت بعض مسؤولي الإعلام في ذلك الزمن حيث قال ( جابونا عالشط ) كناية عن الإهمال والتهميش.

الإذاعة المسموعة الليبية تاريخ حافل بالأعمال الإبداعية المميزة، تحتاج إلى كثير من البحث والجهد لإظهار جماليات تلك الفترة.

شاهد أيضاً

وفد صندوق دعم الإعلاميين يزور عميد المصورين محمد كرازة

زار وفد من صندوق دعم الإعلاميين مساء اليوم الخميس، منزل عميد المصورين الليبيين الصحفي محمد …