عبدالرزاق الداهش
كانت صورة لخروف وسكين، ورقم (300 دينار فقط)، هي محتوى إعلاني ممول على موقع فيسبوك.
سيطرت حالة من البهجة، على المواطن وهو يسأل: هل هذا تكسير سوق؟ تجميع صيني؟ خروف فقط بثلاتمئة دينار!
المهم الرجل اكتشف ما هو صادم فمبلغ (300) دينار هي سعر السكين، وليس الخروف.
الجميع يشكون من ارتفاع أسعار الخراف، ولا من أحد قرر الامتناع عن ذبح أضحية العيد..
الملك المغرب محمد السادس، وجه بتعليق شعيرة نحر الأضاحي لهذا العام.
وهي المرة الرابعة التي يتدخل فيها القصر الملكي بالرباط لمنع الذبح في عيد الأضحى.
والسبب في تعليق هذه الشعيرة في المرات الأربعة واحد، وهو حماية الثروة الحيوانية.
ولعل سبب أخر مهم، وهو رفع الحرج على عائلات تكسر فاتورة الأضحية ظهرها، أو تكسر نظرات أطفالهم قلبها.
(طيب) لو افترضنا قرار الليبيون عيد أضحى بدون اضاحي، ماذا يترتب
سوف نوفر أكثر من مليوني رأس من الغنم، يعني قرابة 100 ألف طن من اللحوم.
رد على ذلك مكتسبات اقتصادية، واجتماعية، وصحية أخرى
ولكن بعيدا عن المنطق الاقتصادي، ماذا نوفر؟
وبعيدا عن المنطق الاجتماعي، بأي شبكة أمان نحمي؟
لابد أن نسأل كيف تم اهدار البعد الأخلاقي لعيد الأضحى، وتحولت المناسبة إلى مجرد ظاهرة استهلاكية، بلا أي وعي بقيم التضحية؟
وكيف تبدل الاضحى من شعيرة دينية إلى عادة، أو متلازمة اجتماعية؟
وكيف نغفل عيد الأضحى كرسالة تظهر قدرة من في الأرض على التضحية ،ومن في السماء على الرحمة؟
ولماذا نذبح الخراف في كل عيد أضحى، بينما نأكل لحم بعضنا في كل يوم.