منصة الصباح
طوفان الأقصى يجرف نتنياهو وحزبه
طوفان الأقصى يجرف نتنياهو وحزبه

طوفان الأقصى يجرف نتنياهو وحزبه

طوفان الأقصى يجرف نتنياهو وحزبه

تقرير/هدى الغيطاني

جاءت عملية طوفان الاقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، لتكون رصاصة في القلب، التي ستعلن موت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، سياسياً..

ورغم حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، إلا أن هذا الطوفان حطم آخر حجر في جدار حكومة نتنياهو المقيتة، وكأن الداخل الإسرائيلي كان ينتظر هذه الضربة ليعلن صراحة رفضه سياسات حكومته.

تراجع شعبية نتنياهو

فقد أظهرت نتائج استطلاع نُشر يوم الجمعة الماضي تراجع شعبية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وحزبه «الليكود» ومعسكره، موضحا أن حزب نتنياهو سيخر ثلث مقاعده في حال أجريت انتخابات الآن ويفقد الحكم.

فعندما سُئل الجمهور، في الاستطلاع، عن أي السياسيين يصلح رئيساً للحكومة الآن، اختار 48 % بيني غانتس رئيس حزب «المعسكر الوطني»، في حين هبطت نسبة مؤيدي نتنياهو إلى 29 % وقال 23 % إن كليهما لا يصلح، وعندما سئلوا: «مَن تفضِّل رئيساً للحكومة بعد الحرب؛ نتنياهو أم شخصية أخرى؟»، اختار 21 % فقط نتنياهو، في حين قال 13 في المائة إنهم لا يعرفون الجواب.

ووفقاً للاستطلاع، تراجعت شعبية نتنياهو، حتى بين ناخبي حزبه بشكل كبير، الآن، إذ قال 59 % منهم إن نتنياهو الأنسب لرئاسة الحكومة، و12 % قالوا إن غانتس الأنسب، وبين ناخبي «المعسكر الوطني»، قال 93 % إن غانتس الأنسب، و0 في المائة لنتنياهو.

هذا التراجع الكبير في شعبية نتنياهو كان السبب الرئيسي في الإعلان عن تشكيل حكومة طوارئ لإدارة الحرب التي ضمت أكبر حزب معارض لنتنياهو وممثله غانتس، الذي قال إنه انضمّ بـ«دافع المسؤولية الوطنية لإدارة الحرب ضد حماس».

الغضب الشعبي من نتنياهو أصبح عارما خاصة بعد نشر معلومات حول علم إسرائيل بتلك الهجمات قبلها بمدة ومع ذلك لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، علاوة على ذلك فإن الجيش الإسرائيلي ظهر بشكل مهترئ جدا في بداية هذه الحرب، علاوة على أنه احتاج لساعات طوال كي يستجمع شتاته ويبدأ محاولات الرد على المقاومة الفلسطينية.

الهجرة العكسية

جاء ذلك بالتزامن مع قلق وململة شعبية من سياسات نتينياهو في إسرائيل، خاصة وأنها دفعت أكثر من 56% من الشباب الإسرائيلي للتفكير في الهجرة، وذلك معلومات نشرها معهد البحوث الاقتصادية في تل أبيب في يوليو الماضي.

ونشر المعهد دراسة حذرت من أن ثقة الشباب في الحكومة الإسرائيلية ومؤسسات الدولة قد تضاءلت بشدة في الأشهر الأخيرة، حيث أظهر التقرير أن 66% من الشباب الإسرائيلي الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 44 عاما، قالوا في عام 2022 أنه “حتى لو أتيحت لهم الفرصة، فلن يهاجروا من إسرائيل”.

وأكدت مصادر إسرائيلية أن نحو 500 طبيب هاجروا من إسرائيل بشكل دائم بسبب خطة نتنياهو المثيرة للجدل لتعديل القوانين القضائية، وأشار تقرير نشر في إبريل أن أكثر من 47 % من الإسرائيليين المغادرين بلادهم أو المسافرين خارجها قد قرروا عدم العودة إليها.

وتعتبر الأسباب الأمنية، هي العامل الرئيسي في الدفع بآلاف الإسرائيليين للهجرة إلى الخارج في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 والثانية عام 2001، والآن حركة “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023، التي لازالت رحى حربها تدور.

وفي هذا الصدد أيضا أوضحت دراسة أجرتها دائرة التنظيم والعلاقات مع الإسرائيليين في الشتات، أن هناك نحو مليون إسرائيلي يعيشون خارج بلادهم، ونصفهم لا يريد العودة إليها أبدا، خاصة وأنهم يشعرون أن وضعهم الاقتصادي قد تحسن في الدولة الأجنبية التي يعيشون فيها في الوقت الحالي.

تزامن مع ذلك تزايد الدعوات للهجرة خارج إسرائيل، وبدا ذلك واضحا عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية التي تناقش هذا الأمر، حتى ظهرت مجموعات أطلقت حملة “لنغادر البلاد معا” تستهدف إقناع 10 آلاف إسرائيلي بالهجرة للخارج.

وتعتبر ظاهرة الهجرة العكسيّة من إسرائيل وخاصة بعد الحرب الأخيرة سابقة خطيرة بالنسبة إلى نظامها القائم بالأساس على ترغيب اليهود في جميع أنحاء العالم للهجرة إليها، والوعود بـ”حياة آمنة ومستقرة”.

تراجع اقتصادي

ويتزامن مع كل ذلك انخفاض في الإنفاق الحكومي وارتفاع في عجز الميزانية نتيجة الحرب الدائرة الآن، وذلك حسب تصريحات مسؤول كبير في وزارة المالية الإسرائيلية اليوم الأحد.

ودليل بدء هذا العجز تسجيل ارتفاع في كلفة تأمين السندات الإسرائيلية ضد التخلف عن السداد المحتمل بمقدار 66 نقطة، وانخفاض الشيكل 3.3% خلال الأسبوع إلى 3.976 للدولار، وهو أضعف مستوى له على أساس الإغلاق في أكثر من سبع سنوات، وذلك رغم حزمة دعم ضخمة أعلنها البنك المركزي، بلغت نحو 45 مليار دولار، كما انخفض مؤشر الأسهم الإسرائيلي الرئيسي بنسبة 6.4% الأسبوع الماضي، وهو الخاسر الأكبر على مستوى العالم.

بيان يعكس القلق

ونتيجة لخوف الحكومة الإسرائيلية من ارتفاع موجهة الهجرة العكسية، خاصة بعد عملية طوفان الأقصى، حثت قيادة الأمن الوطني الإسرائيلي، الإسرائيليين على مراجعة رحلاتهم المقررة إلى الخارج في ظل التهديدات الأمنية الأخيرة.

وتضمن البيان أن هناك خوف من تزايد دوافع العناصر الإرهابية والتهديدات الفردية لتنفيذ هجمات ضد الإسرائيليين في مختلف دول العالم، داعية لاتخاذ الحيطة والحذر في حالة الإقامة في البلدان التي لديها تحذيرات سفر عالية المستوى، مشيرة إلى أنه في ظل التطورات والأحداث، قد تزداد صعوبة عودة الإسرائيليين إلى إسرائيل، بسبب تقليص الرحلات الخارجية إلى إسرائيل.

مشهد إسرائيلي داخلي يكاد ينهار، ومحاولات للملة ما تبقى من كيان محتل بدأ أبناءه يهربون منه ويتركونه سلطة خاوية لا تجر إلا الحرب والدمار.

شاهد أيضاً

في عامها التسعين: كل عام وأنتِ فيروز الماضي والحاضر والمستقبل

الحديث عن السيدة فيروز، لا يحتاج لأي شرح، يكفي أن تستمتع لأعمالها الفنية الثرية، التي …