منصة الصباح

بعد غرق طفلة في سرت

بعد غرق طفلة في سرت

مآسي البحر .. إهمال أم قضاء وقدر؟!

في لحظات يتحول البحر من متعة ومصدر للتأمل والراحة ومناجاة النفس إلى مكان للفقد والحرمان .. يحسر بناره من اكتوى بها، كأم رأت فلذة كبدها يرحل في لحظات ويتركها للحسرة والبكاء.

هي نتيجة لحظة يغفل فيها الجميع عن محبيهم، فينقض البحر مذكراً بأنه «غدار» على هدوئه وزرقته الجميلة، وكان من آخر ضحاياه طفلة لم تتجاوز السنوات الخمس من عمرها، خطفتها أمواج البحر وذهبت إلى قدرها المحتوم باكرًا.

في سرت كانت القضية المؤلمة، بدأت بأن نادت أم بصوت هلع أين ابنتي، وضربت في الأرض حولها تبحث عن مهجة قلبها، التي كانت تجري بالقرب منها، فرحة بمنظر البحر وتملأ رئتيها بهوائه العليل.

تطور الأمر بأن مضت الساعات ولم يعثر على الطفلة، وقد شارك في البحث أناس كثر، وبعد 24 ساعة وجدت المفقودة، لكنها كانت جسداً مسجى تحت سطح البحر.

أُخرجت لتوضع على شاطئ زارته حيث فرحت مرة وأخرى وهي لا تشعر به ولا ترى لألعابها الرملية مستقرة أمامها، تنتظر عودتها.

على شواطئ سرت كان الموعد مع طفلة توقف حلمها في ساعته وكشفت المصادر الرسمية المكلفة بمراقبة السواحل بأنها عادت لوالديها بصورة بشعة رسمتها مياه البحر، الذي كانت واحدة من ضحاياه.

وتقودنا هذه الكارثة للحديث عن حالات الغرق التي سجلت إحصاءات مفزعة هذا العام، لاسيما وأننا على أبواب الصيف، ومن المؤكد أن زوار هذا الأزرق «الجميل والغدار»، في مؤشر خطير وجب الانتباه له في التركيز على مراقبة الشواطئ ومنع السباحة في الأماكن المحظورة، وإيجاد بنية تحتية مناسبة للمصطافين بشكل آمن وتهيئة المصائف وإلزامهم باتباع شروط الأمان، وكذلك التوعية اللازمة للأهالي وأولياء الأمور للاهتمام بأبنائهم أثناء تواجدهم على الشاطئ ومتابعتهم باستمرار.

«الصباح الاجتماعي» رصد آراء بعض المواطنين حول هذه القضية، وتعرف على مقارباتهم للحد من حالات الغرق :

تصريح خاص

في اتصال هاتفي بـ«عمار نصر ميلاد المجدوبي» ابن عم أب الضحية أفادنا بأن الطفلة الضحية اسمها «آيات عبد الرحمن » وأشار إلى احتجاز شخص على ذمة التحقيق، بسبب تضارب أقواله في قضية غرق ابنته.

وأوضح أن الضحية عثر عليها عالقة في صخرة ثم قذفتها الأمواج إلى الشاطئ بالمصيف العائلي سرت، وأقر بأن هذا المصيف يعاني من وجود ارتفاعات وانخفاضات ويعد من المصائف غير المؤهلة للسباحة.

محمد ش موسى :

مأساة حصلت قلبت حالة أسرة كاملة وبدل أن يكون الصيف مثابة فرح وبهجة تحول إلى ذكرى حزينة يتذكرونها برحيل صغيرتهم، والسؤال هنا : لماذا يخطف البحر أعزاءنا في كل عام ؟

والجواب لا يحتاج كثير تفكير، فالأمر راجع إلى غياب وسائل الأمان على الشواطيء وفي المصائف، وهذه الأخيرة بعض من أصحابها لا يهمه إلا الربح المادي، فلا يزيد على أن يسيّجها بسور ويضع مقاعد أمام البحر ويفتح الباب أمام المصطافين، دونما وجود لفرق إنقاذ مختصة، تتدخل وقت الحاجة.

علي العبدلي :

في كل عام نطالع كوارث كهذه، ناجمة في الأساس عن إهمال الأهل، الذين يتركون أبناءهم أمام البحر دونما مراقبة، وإذا وقعت الكارثة، علموا حينها مقدار خطئهم.

لن أكون قاسياً على الأهل فما أصابهم يستوجب تقديم العزاء والسلوى، لكن الأمر يستوجب التذكير بأن المراقبة الحثيثة لابد منها خاصة في مناطق يكون فيها الأطفال عرضة للخطر.

كما يجب على الدولة تحمل مسؤولياتها وإلزام المصائف باتباع وسائل الأمان الضرورية، حتى لا تتحول هذه المناطق إلى ثقب أسود يبتلع الأرواح.

ونصيحتي كذلك إلى المواطنين بأن يتعلموا السباحة، فبعض من الغرقى إنما مضوا إلى حتفهم جراء عدم إتقانهم السباحة، وخوضهم رغم ذلك تحدياً قد لا يسلم منه حتى الخبراء.

شاهد أيضاً

ثلاثة في أسبوع واحد

أحلام محمد الكميشي   كنت أنوي الكتابة عن مصرفنا المركزي المترنح وحقولنا النفطية المغلقة وسياستنا …