منصة الصباح

زنقة الريح ..النسمة العليلة في المدينة القديمة

إعداد: م. صلاح حودانة

لم تنل زنقة بالمدينة القديمة شهرة وسيط كما نالته زنقة الكاتب والمشهورة ( بزنقة الريح )

هذه الزنقة التي تقع من ضمن تقسيم حومة باب بحر في جزئها الشرقي وباتجاه الجنوب حين يبدأ مسيرنا إليها من وسعاية مخزن الرخام عند قوس ماركوس اريليوس

زنقة الريح لمن لا يعرفها اتسمت بخاصية ربما لم تحظ بها زنقة أو شارع بالمدينة القديمة كما حظيت بها .. ويكمن سر ما اشتهرت به النسمة العليلة في أوقات الصيف الحارة والتي تأتي من قراجيم الحوت كما يقال .. وربما يعود السر في كونها تقع بالاتجاه الشمالي الشرقي للمدينة القديمة بإطلالة ضيقة على البحر الأبيض المتوسط حيث الكورنيش والمرسى والتي أسهم في تلطيف أجوائها بشكل يشعرك أن الزنقة صممت بمنظومة تكييف وتبريد عالية الدقة وما أكد هذا الشعور سمات هذه الزنقة وأهمها ضيق مسربها وطول طريقها وارتفاع مبانيها مما شكل ربطا متوازيا مع الهواء المار به ليتم تخزين ما يمكن من الهواء البارد به في شكل افريز ضخم حفظه الزمان لنا ولتصبح هذه الزنقة نبض مدينة ولدت منذ 3000 عام ومازالت لم تشيخ .

 

أهم ما اشتهرت به هذه الزنقة معالم منها ماهو موجود ومنه ما اندثر وهي على النحو التالي:-

القنصلية الدنماركية وتقع يمين الزنقة ونحن نتجه إلى الغرب باتجاه شارع الأربع عرصات وسوق الترك وزنقة الحمام الصغير المشهور بزنقة درغوث سوق الحلوادجية وهو يقع مباشرة بعد زنقة الريح في الامتداد المباشر عند شارع الأربع عرصات ، مدرسة ومسجد الكاتب: يقع المبنى بناصية زنقة الريح الجنوبية وتحديداً بأول الزنقة من جهة الشرق لتطل ايضاًمن واجهتها الشرقية على شارع درغوث والمشهور قديماً بشارع الحصن .

* أسسهما ( المدرسة والمسجد ) مصطفى خوجة بن قاسم المصري سنة 1769م.

* يضم المبنى مدرسة قرآنية.

* عُرف المؤسس كذلك بلقب الكاتب لشغله وظيفة الكاتب والمستشار بديوان الوالي علي باشا القره مانلي ، الذي تولى حكم ولاية طرابلس خلال الفترة ( 1757-1793 ).

نجد بالزنقة أيضاً : دكان الصائغ : الحاج حمد عريبي  وكان عمي حسين صاحب محل  قلب اللوز، دكان الصائغ: عبدالرزاق الزقلعي، ودكان عمي الشارف بوغريس الله يرحمه وابنه عبدالناصر الذي أسس أكاديمية أويا للصناعات التقليدية بمبنى الثقافة بشارع ميزران.

ولا يفوتنا أن نذكر شكنى أحد أشهر ساكني هذه الزنقة مفتي الديار الليبية .. الشيخ محمود صبحي.

أخيراً : بالقرب من زنقة الريح بشارع درغوت باشا كان هناك فندق الريح ( مودرنو ) شيده الوالي  (سليمان كاهيه) في 1654م ، يقع بمواجهة البحر ما بين زنقه الريح وجامع درغوت باشا، استعمل في السابق مبيتا للعزاب والغرباء والسياح.

 

تم إزالة الفندق وشيد آخر بدلا منه سمي هوتيل ( مودرنو) تم تغير اسمه إلى فندق ( الأطلسي ) تم أصبح يسمى فندق استراحة طرابلس.

زنقة الريح زادت شهرتها بعد إدراج هذا الأسم عنوان لمسلسل درامي عرض على  القنوات الليبية بشهر رمضان الكريم .. للكاتب الحاج عبد الرحمن حقيق .. والمخرج الواعد: أسامة رزق .. وثلة من الفنانين المعروفين على رأسهم الدكتور: حسن قرفال .

 

نلتقي في موعد آخر مع زنقة

 وشارع ووسعاية بمدينتنا القديمة

شاهد أيضاً

العابد: العمالة الوافدة تتعدى مليوني أجنبي

قال وزير العمل والتأهيل بحكومة الوحدة الوطنية علي عابد إن اعداد العمالة الوافدة المسجلة في …