منصة الصباح

رائدات الزمن الصعب 1

رائدات الزمن الصعب 1

منصور بوشناف

لكل مجتمع رواده ورائداته ,ولسنا كليبيين بمختلفين عن المجتمعات البشرية , فلقد كان لنا بالتأكيد روادنا ورائداتنا وان جهلنا وجودهم .
ولكن دعونا اولا نتفق على مفهوم الريادة وماعنته وتعنيه في مجتمعنا .
مفهوم الريادة ظل يعني بالنسبة لنا ” تقديم الجديد او طرق ابوابا جديدة واستخدم اساليب جديدة في مجال وفي حقل من حقول ذلك المجال .
الريادة في الفنون وخاصة التشكيلية تمثلت بالنسبة لنا” حسب ما يقول الدارسون” كانت في انتقال ممارسة الرسم من الجدران والنسيج والفخار وحتى زخارف الشبابيك والابواب الى سطح “اللوحة” ورقا او قماشا “ويجمع الباحثون” على ان ذلك تم في العهد العثماني الثاني , حيث دخلت اللوحة كعنصر جمالي ابداعي بعيدا عن “الحرفة” , فلقد ارتبط الرسم ولقرون طويلة من التاريخ الليبي بتزيين المنتجات الحرفية وبالصناعات اليدوية كالنسيج والفخار والارابيسك الخ
هذا الانفصال بين الرسم والتزيين للمنتج الذي كان يقوم به حرفيون من “نقش وتلوين وحفر لاسطح تلك المنتجات ” وبين الرسم كعمل جمالي على سطح خاص ومنفصل هو اللوحة التي تعلق على الجدار ولاترتبط بمنتج حرفي يستعمل لاغراض يومية “كالفخار او النسيج ” كان النقلة الاولى لبداية الرسم الحديث كفن يمارسه الليبيون , وكان بالتأكيد من قام بتلك النقلة هو الرائد , اذن يمكنني القول ان الانتقال من سطح لسطح اخر ومن وسائط لوسائط اخرى “في الرسم” والاهم انفصال الجمالي عن اغراض الاستعمال اليومي كان هو الريادة .
بالتأكيد ومع هذه النقلة تغيرت الى جانب السطح او الفضاء الوسائط وكذلك المواضيع فلم تعد مواضيع تزيين “السلعة” التي مارسها الحرفيون من الرجال والنساء نفس المواضيع التي رسمها فنان اللوحة الجديدة , كل ذلك بدأ فعليا مع الاحتلال الايطالي وبداية تفاعل الليبين مع الايطالين والثقافة الايطالية وقد رعى كل ذلك ايطاليون في المدارس التي فتحوها لتعليم الليبيين وحسب مايروى ممن عاصروا تلك المرحلة كان الايطاليون هم المقتنيون لاعمال الرواد الليبيين الاوائل من الرسامين , وكانت مواضيع البيئة الليبية بريفها وباديتها وعادات وتقاليد اهلها المواضيع الاكثر رواجا .ويمثل عوض اعبيده الذي درس على يد الايطاليين وزار متاحف ايطاليا منذ ثلاتينيات القرن الماضي النموذج الاكثر اكتمالا لهذه النقلة , تقنية ومواضيعا

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …