منصة الصباح

اقتصاد الشيخ شخبوط

اقتصاد الشيخ شخبوط

مفتاح قناو

كان الشيخ شخبوط بن سلطان حاكما لمشيخة أبوظبي قبل أن تتحول إلى إمارة، والشيخ شخبوط هو الشقيق الأكبر للشيخ زائد بن سلطان آل نهيان الذي انقلب عليه عام 1966 ليتولى حكم مشيخة أبوظبي قبل تكوين دولة الإمارات المتحدة .
الشيخ شخبوط بن سلطان كان بدوياً حذراَ معتداَ برائه، لا يقبل كثيرا تدخلات المقيم البريطاني الذي يوجه حكام مشيخات الخليج المتصالحة حسب رغبات الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، في عهده تم اكتشاف النفط بكميات تصديرية في المناطق الصحراوية المحيطة بمشيخة ابوظبي، الأمر الذي دفع البريطانيين من خلال الشركات النفطية التي جاءت للتنقيب عن النفط إلى تنبيه الشيخ شخبوط لتوسعة حدود المشيخة التي أصبحت بعد ذلك أمارة ابوظبي، لكن الشيخ شخبوط بحذره الغريزي لم يثق في البريطانيين وكانت تحركاته التنموية بطيئة جدا، ولابد له أن يشرف على كل شيء بنفسه وان لم يقتنع، فانه يرفض الدخول في مغامرات اقتصادية غير واضحة له، وحيث أن حظه من التعليم قليل فان قدرة الانجليز على إقناعه بمشاريع تحديث الدولة كانت ضعيفة جدا.
الشيخ شخبوط لم يقتنع بوضع أمواله لدى الانجليز في مباني ومراكز لا يفهمها يسميها الانجليز بنوك هو لا يعرف ما هي البنوك، كل ما يعرفه أن الانجليز سيأخذون أمواله منه، ولا يدري ما سيفعلونه بها، وهل سترجع له هذه الأموال أم أنها لن ترجع أبدا ، لذلك رفض الشيخ شخبوط وضع أمواله في البنوك وفضل الاحتفاظ بها في أكياس داخل قصره الطيني بوسط المشيخة.
وحتى لا تتكدس الأموال لدى الشيخ شخبوط بكميات كبيرة لا يملك مكان يضعه فيها كان الشيخ يرفض طلبات الانجليز للتوسع وزيادة كميات الإنتاج من النفط وتطوير المشيخة لتصبح مدينة لكنه قام بإمكانياته المالية الجديدة بتوسعة قصره الطيني الذي يتوسط المشيخة ليقيم حوله سورا طينيا واسعا سمح بالبناء داخله حجرات واسعة لإخوته وأبنائه وأتباعه ومن يحرسونه، بينما كانت بيوت الناس في مشيخة ابوظبي تبنى بسعف النخيل .
استمر الصراع غير المعلن بين الشيخ شخبوط الذي لا يرغب في التغيير ولا يثق في الانجليز وبنوكهم ويرى في التوسع في الإنتاج النفطي شيء غير ضروري لسكان المشيخة مادام لديهم كفاية من الأموال تكفي لضروريات الحياة لمدة طويلة وبين الشركات الانجليزية مدعومة بحكومتها التي ترغب في استغلال الفرصة وتحقيق اربح عظيمة من نفط الخليج قبل أن تسبقها شركات أخرى لدول أخرى.

لاحظ الانجليز أن زائد بن سلطان ال نهيان الشقيق الأصغر للشيخ شخبوط ــ وهو أيضا قليل التعليم ــ انه أكثر تفهما وأرجح عقلا من الشيخ شخبوط، وانه يمكن التفاهم معه لمستقبل مشيخة ابوظبي وباقي مشيخات الخليج التي هي أصغر شانا من ابوظبي وأقل اقتصاد، وأن وجوده في حكم المشيخة سيساعد الشركات النفطية البريطانية على توسعة أعمالها في مجال التنقيب واستخراج النفط فساعدته عام 1966 على الاستيلاء على حكم المشيخة ونفي شقيقه الأكبر شخبوط بن سلطان خارجها.
اقتصاد الشيخ شخبوط البدائي هو ما تعيشه بنوكنا اليوم.

شاهد أيضاً

يوم للصحافة ام للحرية!

فتحية الجديدي لا مناص بأن حرية الصحافة تُعد بمثابة الضلع الثالث لبناء العمل الصحفي الجاد …