منصة الصباح

رائحة الورود أم البارود؟

عبد الرزاق الداهش

الليبي يعاني من حالة اعياء ذهني، بسبب الفائض العالي من السياسة.

كل اليون والليبي غاطس في السياسة. يأكل سياسة، ويشرب سياسة، ويتنفس اكسجين حروب لا تنتهي.

من منتصف ثمانينات القرن الماضي، إلى اليوم والليبي، من حظر جوي، إلى حصار بحري، اجيال استهلكت عمارها بين غبار حروب محتملة، واخرى لا تحتمل.

في التلفزيون عجن سياسة، وفي المقهى “رغي” سياسة، وعلى هذا النحو في المخبز، وصالون الحلاقة.

أما في البيت فيمكن أن يفتح عليك الاولاد ملف ناغورني كاراباخ، أو قوت الدعم السريع في السودان.

حتى طبيب الاسنان يطالبك بان تفتح اذنك، قبل فمك، ليقدم لك تحليلا حول تداعيات الحرب الاوكرانية.

وتبعا لهذا الواقع، فالليبي يعاني من كل أعراض التضخم السياسي من احباط، وضجر، وتدمر.
هكذا رسائل سلبية في كل مكان، وفي الصباح، والمساء.

الليبي محتاج أن يفتح التلفزيون، ليسمع عادل عبدالمجيد يغني “هز الشوق حنايا الخاطر “، يستمتع بمحمد حسن في دق العود، يكفي من دق “البي كي تي”، و”الأر بي جي”.

الليبي يريد فترة سماح على الأقل مع اغنية احوال لمحمد عبدة، بنت الحارس لفيروز، ميحانة لناظم الغزالي، أو كاظم الساهر.

لتحل رائحة الورود محل رائحة البارود، الليبي يريد أن يعيش، فليس باخبار الموت وحدها يحيا الإنسان الليبي.

شاهد أيضاً

اللي تعرف ديته.. اقتله

مثل ليبي يصف بعضا من الواقع الذي نعيشه بإرادتنا أو فرضًا علينا، فمنذ أيام ضجت …