بقلم : فتحية الجديدي
بدأ مذيع الأخبار صباحا في احد القنوات غير المحلية بعنوان مخيف استيقظ عليه أولئك الذين لم يستخدموا ليلا مواقع ومنصات التواصل الاحتماعي، مفاده «أن بعض المدن شرق ليبيا اجتاحتها العاصفة «دانيال» ودمّرت سدودها وأوديتها المتهالكة وأغرقتها، فليلة الحادي عشر من سبتمر من العام 2023، أسفر فجرها عن دمار هائل وصخايا بحياة الآلاف، وتغيرت فيها ملامح المدينة بالكامل، وجاء في وصف الفيضان « كارثة دانيال حلت بمدينة درنة» و أنها أكثر العواصف المائية إزهاقاً للأرواح البشرية، الفيضان الذي تعرضت له عروس المتوسط وما خلفه من مآس كان فاجعة حقيقية هزت قلوب كل الليبيين
درنة.. التي من أجمل المدن الليبية، تتمتع بطبيعة خلابة، وتحتضن أرضها العديد من المعالم التاريخية والأثرية، كما أنها مدينة للثقافة والفن، وترابها يتعطر بروائح الياسمين استفقنا على أصوات الخوف وحرارة الموت وطلب النجدة ودعاء مستفيض للوداع حيث ودع أهلها من غرقوا واسر نعت من فقدته بسبب تتدفق المياه عبر نبعين غزيرين أحدهما عين تصب وسط المنطقة القريبة ، والثاني عين تنحدر مياهه من ربوة عالية إلى مسيل الوادي، بعد ارتفاع منسوبها إلي خدود الغرق الكامل بعد انفجار الجسر.
تغنى الشعراء بجمال درنة، وبخضرتها وظلال اشجارها وشلالها ورمانها وحنتها وسواقيها القريبة من أشجار اللوز ،وهوائها العليل، وعن اخيائها الصغيرة واطلالتها مالناسة المضيئك علي البحر، وأشادوا بكرم أهلها، لكن عاصفة «دانيال» اجتاحت مساحات كبيرة منها وخلَّفت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات أغرقت السيول سكانها وإصابة وفقدان المئات من المواطنين، وكان فيضان الدمع على من راحوا ومن بقوا وهم يئنون وجعا نقاسمهم فيه من بعيد، وحالة من الاستنفار والذعر علي أصدقائنا هناك ولم تقف اصابعنا عن تقصي أخبارهم عبر وسائل التقنية المتاحة ، والكل احتمع على ألم واحد اسمه درنة.