طارق بريدعة
شهدت ليبيا في عام “2024” سلسلة من التطورات السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والإنسانية، عكست عٌمق التحديات التي تواجه البلاد، في مساعيها نحو الاستقرار.
الإيجاز التالي يُسلط الضوء على بعض هذه الأحداث:
– أحداث محلية
ـ استقالة المبعوث الأممي: في “16 أبريل”، استقال عبد الله باتيلي، من منصبه كمبعوث أممي إلى ليبيا، مُعللاً ذلك ب”نقص الإرادة السياسية” بين السياسيين الليبيين.
ـ تعيين محافظ جديد لمصرف ليبيا المركزي: تعيين مجلس النواب بالإجماع ناجي محمد عيسى، مُحافظًا جديدًا لمصرف ليبيا المركزي في “30” سبتمبر، في خطوة تهدف لتعزيز الاستقرار المالي.
ـ الانتخابات المحلية:
أُجريت انتخابات في “58” بلدية بتاريخ “16” نوفمبر، وهي أول انتخابات تنفذها المفوضية الوطنية العُليا للانتخابات، منذُ تكليفها سنة “2023”، بتنفيذ الانتخابات البلدية في ليبيا.
ـ استمرار الخلافات بين مجلسي النواب والأعلى للدولة حول توزيع المناصب السيادية والقوانين اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في البلاد.
ـ أطلاق ستيفاني خوري مبادرة للحل السياسي من أهم بنودها،تشكيل لجنة حوار سياسي من الخبراء الليبيين لاختيار سلطة تنفيذية جديدة تتولى الترتيب لإجراء الانتخابات.
ـ شهد 2024 صراعات عسكرية وأمنية على منفذ رأس اجدير الحدودي بين ليبيا وتونس.
ـ أدى ارتفاع مستوى المياه الجوفية في مدينة زليتن إلى غرق أجزاء واسعة من المدينة وتضرر عدد كبير من مبانيها وبنيتها التحتية إضافة إلى تضرر المحصول الزراعي.
ـ أمرت النيابة العامة بحبس مالك العمارة المنهارة في منطقة جنزورغرب العاصمة طرابلس، كما وجهت بضبط مقاول المبنى الذي تسبب انهياره في وفاة سبعة أشخاص. وجاء هذا الانهيار كمؤشر على تدهور حالة البنية التحتية ونقص الرقابة على المعايير الهندسية.
ـ قرارات وزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي بعودة شرطة الآداب إلى الشارع وتهديده بفرض الحجاب واستهداف أي اختلاط أو ملابس غير لائقة، وهو ما تراجع عنه مؤخرا بعد ردود الفعل الغاضبة محليا ودوليا.
ـ اغتيال أحد أبرز قادة المليشيات في المنطقة الغربية، والمطلوب دوليا في قضايا تهريب البشر.
ـ إزالة الجسر الحديدي بطريق المطار واستبداله بجسر جديد.
ـ سجلت السيدة، الزائرة مقطوف، سابقة تاريخية في ليبيا، كونها أول امرأة تتولى منصب عميد بلدية “زلطن”.
لاجئو السودان:
واجهت مدينة الكفرة الليبية، موجات متتالية من مواطني السودان الفاربن من الحرب ببلادهم، في ظل تراخي المنظمات الدولية عن التعاون للعناية بهم، وعجز المجلس البلدي عن استيعابهم.
- بلدي الكُفرة يواجه صعوباتٍ جراء أزمة النازحين السودانيين
- استمرار تدفق النازحين السودانيين لليبيا بين ضعف الإمكانيات والمخاوف
محاكمة الدواعش:
محكمة استئناف مصراتة، تقضي بإعدام “4”مُدانين من تنظيم “داعش“، بتفجير مُجمّع المحاكم بالمدينة عام 2017، والمؤبد بحق مُدان آخر، وتبرئة امرأة.
ـ البدء في تطبيق نظام “اليوم الدراسي الكامل”، في عدد “12” مدرسة بطرابلس، وتطبيق برنامج “التغذية المدرسية” داخلها.
ـ أزمة انتخابية تعصف بالمجلس الأعلى للدولة، وتقسمه لكتلتين: “المشري“، و”تكالة“.
ـ أمطارٌ خريفية غزيرة تؤدي إلى ضحايا وخسائر مادية بجنوب البلاد وشمالها الغربي.
ـ انتشار أمراض حيوانية: “الجلد العُقدي”، و”الحّمَّى القِلاعية”، في بعض المناطق، وخسائر في الثروة الحيوانية.
ـ أحداث أمنية:
ـ اشتباكات الميليشيات: استمر التقاتل بين المليشيات المسلحة، داخل بعض المدن والمناطق، مثل طرابلس، والزاوية، وأبرز الاشتباكات:
– 18/مايو: مواجهات في الزاوية، أدت إلى مقتل شخص.
– 9/ أغسطس: اشتباكات في طرابلس، أسفرت عن مقتل “9” أشخاص.
– إغلاق مصفاة الزاوية:15 / ديسمبر: اندلاع حرائق بسبب اشتباكات، أدى إلى إغلاق المصفاة الرئيسة..
ـ أحداث اقتصادية:
ـ إغلاق حقول النفط: في أغسطس، أعلنت حكومة الاستقرار الوطني وقف الإنتاج، بسبب أزمات مصرف ليبيا المركزي، واستئناف الإنتاج في أكتوبر، بعد تدخل المؤسسة الوطنية للنفط.
ـ قرار مجلس النواب بفرض ضريبة على العملات الأجنبية بقيمة 27٪ قبل أن يخفضها إلى 20٪ في 6 أكتوبر، وتخفيضها مرة أخرى إلى 15٪ خلال نوفمبر الماضي.
- الحويج يؤكد أن الضريبة على النقد الأجنبي ستؤدي لتجويع المواطن
- رسميا.. المركزي يعلن إعادة تفعيل منصة شراء العملات الأجنبية
ـ ارتفاع أسعار السلع الأساسية:
الانقسام السياسي، وعدم الاتفاق على ميزانية موحدة للدولة، وأزمات المصرف المركزي، وتلاعب المضاربين بأسعار العملات الأجنبية، كل ذلك أدى إلى ارتفاع أسعار سلة السلع الأساسية، وأسعار المحروقات خاصة في مناطق الجنوب.
– أزمة المهاجرين: استمرت ليبيا كمحطة رئيسية للمهاجرين، مع تسجيل العديد من حوادث الغرق، أبرزها حادث طبرق “3 سبتمبر”، الذي أسفر عن وفاة “12” شخصًا، وفقدان آخرين.
ـ مكافحة الجريمة: 4 أكتوبر: أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، مذكرات توقيف لعدد ستة أفراد، متهمين بجرائم حرب خلال الحرب الأهلية الليبية.
– تجدد الدعوات لإنهاء الانقسام السياسي: شدَّد المجتمع الدولي على ضرورة إنهاء الانقسام السياسي، لتخفيف المعاناة الإنسانية والاقتصادية على الشعب الليبي.
– ارتفاع ضحايا حوادث المرور: تشير الإحصائيات المتوفرة، إلى أن حوادث المرور في ليبيا، شهدت زيادة ملحوظة بين عامي “2023 و2024”.
عام 2023: في النصف الأول من عام “2023”، سُجلت “4184” حادثة مرور، نتج عنها “1279” حالة وفاة، و “3514” إصابة، منها “1828” إصابة خطيرة، و”1686″ إصابة بسيطة، وتضرر “6160” مركبة..
عام 2024: وفقًا لتصريحات مسؤول في إدارة شؤون المرور والتراخيص، بلغ معدل الوفيات بسبب حوادث المرور في ليبيا “34” لكل “100” ألف شخص، ما يعادل “2460”حالة وفاة في عام “2024”..
مقارنة بين العامين: بالمقارنة بين النصف الأول من عام “2023” والعام الكامل 2024، نلاحظ زيادة في عدد الوفيات الناتجة عن حوادث المرور، حيث ارتفع العدد من “1279” حالة وفاة، في النصف الأول من عام “2023”، إلى “2460” حالة وفاة في عام “2024”.
أسباب الزيادة المحتملة: تهالك البنية التحتية للطرق وعدم صيانتها.. السرعة الزائدة وعدم الالتزام بقوانين المرور.. نقص برامج التوعية المرورية والرقابة الصارمة.