منصة الصباح

استمرار تدفق النازحين السودانيين لليبيا بين ضعف الإمكانيات والمخاوف

تقرير| هدى الغيطاني

يتواصل تدفق النازحين السودانيين من بلدهم حيث الاشتباكات الدائرة إلى جنوب ليبيا، حيث تعد الكفرة أولى المدن التي تستقبلهم.

ولكن تشكو الكفرة منذ أكثر من شهر من الارتفاع المتواصل لأعداد النازحين دون توفير الإمكانيات، وفي هذا الصدد أكد مدير مكتب جهاز الاسعاف والطوارئ ببلدية الكفرة إبراهيم بالحسن، أنهم يقدمون الخدمات الطبية للأشقاء السودانيين أسوة بالمواطنين الليبيين، ولكن ارتفاع العدد تسبب في ضغط على مستشفى الكفرة العام.

ولفت إلى وجود استجابة وتعاون من مكتب المركز الوطني لمكافحة بخصوص الحالات المعدية.

من جانبه أفاد الناطق باسم بلدية الكفرة “عبدالله سليمان”، أن عدد النازحين من السودان مجهول لكنه في تزايد، بسبب دخولهم بشكل عشوائي دون جوازات أو عملية تنظيمية للدخول والخروج.

وأضاف أنه تم إنشاء منظومة لاستخراج بطاقات تسمى “بطاقة نازح أو لاجئ” يكتب فيها اسم رب الأسرة وعائلته، لافتا إلى أن هذه البطاقات ساهمت في تزويد البلدية بأرقام مبدئية لا نهائية.

ونوه إلى أنه تم توفير كمية من الإعانات جرى توزيعها على أكثر من 20 ألف لاجئ سوداني موجودين في الكفرة، معربا عن أمله في أن يتمكنوا من الوصول لعدد تقريبي للنازحين بعد الانتهاء من توزيع الإعانات وذلك في حال تضاءل أو توقف توافد النازحين السودانيين.

توافد النازحين على الكفرة لم يسبب ضغطا على المستشفى وعلى المدينة والخدمات العامة فيها فقط، إلا أنه كان سببا في ارتفاع معدل الجريمة بالمدينة وذلك بسبب توافد عدد كبير من المساجين الذين فروا من السجون السودانية.

ووسط تصاعد معدلات الجريمة يواجه رجال الأمن صعوبة في ضبط الأوضاع، وذلك حسب قول بالحسين.

من جانب آخر أكد مواطنون من مدينة ام درمان أن الاوضاع الانسانية في المناطق القريبة من سوق ليبيا باتت صعبة وان الاحياء خالية تماماً من السكان، رغم ان المنطقة ليست بها معارك، لكنها تشهد قصف بالمدفعية والمسيرات من حين لآخر.

المواطنون السودانيون أشاروا إلى أن ما تبقى من أهالي أم درمان يواجهون خطر المجاعة، خاصة وأن السلع الموجودة شهدت ارتفاعاً كبيراً في الاسعار في وقت لا يوجد فيه دخل لدى المواطنين ولا يملكون ما يشترون به الغذاء.

ونتيجة ارتفاع عدد السودانيين في ليبيا خاصة خلال الفترة الأخيرة التقى السفير السوداني بطرابلس رئيس حكومة الوحدة الوطنية وعدد من المسؤولين الآخرين وتمكن من استصدار قرار بإعفاء الطلاب السودانيين من رسوم الجامعات وتسهيل استيعاب التلاميذ القادمين من السودان في المدارس الليبية.

من جانب آخر عرض المجلس الدولي الأعلى لمنظمات المجتمع المدني تقريرًا حول تدفق الهجرة إلى ليبيا، أكدت خلاله انتصار القليب على ضرورة اتخاذ لتدابير اللازمة والوقوف فعليا بخطورة تدفق اللاجئين والفارين من حرب السودان في الوقت الذي تعانى فيه ليبيا من مشاكل انهكت ليبيا.

ولفتت القليب إلى ضرورة العمل مع الجهات المسؤولة لحماية الأراضي الليبية من محاولات التوطين الممنهج للمهاجرين.

فيما أكد ممثل دولة السودان ورئيس برنامج الحد من الهجرة والعودة الطوعية للجاليات السودانية بليبيا مالك الديجانى، أن السلطات المحلية في مدينة الكفرة الليبية أحصت نحو 400 ألف لاجئ سوداني لكن تقديرات منظمة الحد من الهجرة غير الشرعية تؤكد أن عدد اللاجئين السودانيين يفوق ضعف هذه الاحصائية.

وأشار إلى تكدس كبير للسودانيين في الكفرة والعاصمة الليبية طرابلس حيث يوجد مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين موضحا أن اللاجئين يفترشون الأرض حول المقر للضغط في اتجاه تسجيلهم كلاجئين.

وأفاد الديجاوي فإن اللاجئين السودانيين يدخلون من مصر عن طريق طبرق ومن تشاد عن طريق سبها والقطرون حيث تشهد هذه المناطق تكدس لافت للسودانيين الذين فروا من القتال في بلادهم.

وقال الديجاوي أن أعيان الكفرة ومدن أخرى استقبلوا لاجئين سودانيين في المزارع أو عن طريق تأجير عقارات وسط نشاط مكثف من المنظمات لاستيعاب الأعداد الكبيرة وتوفير الأغذية والأغطية.

وأشار موقع سودان تربيون إلى أن لاجئين سودانيين وصلوا إلى مدينة الكفرة ومنها إلى طرابلس للتواصل مع مفوضية اللاجئين، فيما اضطر آخرين نشطاء عقارات في الكفرة لاستقبال الأسر السودانية القادمة من تشاد.

ما بين استمرار تدفق السودانيين للكفرة وغيرها من المدن الليبية، تتواصل الجهود لتوفير ولو الحد الأدنى من الإمكانيات، إلا ان الارتفاع المتصاعد للنازحين السودانيين يحول دون تقديم الخدمات لهم.

شاهد أيضاً

وزارة الداخلية تبحث مع نظيرتها التركية عددا من الملفات الأمنية المشتركة

بحث مدير إدارة العلاقات والتعاون الدولي بوزارة الداخلية نورالدين أبوجريدة اليوم الاربعاء مع مندوب وزارة …