نافذة
بقلم / إيناس اليوسف
الحرب والاشتباكات منذ قرابة العام نتج عنها الكثير من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية ومن بين هذه المشاكل نزوح المواطنين من مناطق الاشتباك إلى مناطق أخرى أكثر أمنا واستقرارا .
الحرب دمرت بيوت العشرات.. الكثيرون تركوا مناطقهم ومدنهم وغادروا إلى مناطق أخرى بحثا عن الأمان وعن توفر أبسط متطلبات الحياة.
النزوح هو السبب الرئيس وراء ارتفاع إيجارات السكن وارتفاع أسعار العقارات بشكل عام في كل الأرجاء ولم تسلم منها حتى الأحياء والمناطق النائية !
المواطن خرج من منطقته.. ومن شارعه.. خرج في ظروف قاسية تاركا خلفه بيته المدمر.. وأثاث بيته المنهوب.. وكل مقتنياته.. وهو لا يمتلك حتى راتبه.. لكي يتمكن من استئجار بيت يأويه هو وأهله..
فما هو الحل الأمثل لهذه المشكلة ؟
أغلب النازحين لا يملكون إمكانية استئجار مسكن مناسب وصحي بسبب نهم وجشع المؤجرين أصحاب الذمم الواسعة الذين استغلوا أوضاع البلاد، من حرب وتهجير ونزوح، وأشعلوا النار في إيجارات السكن !
كثير مما يسمونها بالبيوت التي يؤجرها أصحابها هي في الأصل غير صالحة للسكنى، قديمة ومتهالكة علي وشك الانهيار من آثار الرطوبة والتشققات والتصدعات ومع هذا نجد أنها إيجاراتها مرتفعة وخيالية .
الأزمة تزداد مع استمرار الاشتباكات والحروب، والضحية دائما هو المواطن!
كيف يمكن أن نوقظ ضمائر تجار الحروب الذين لا يتأخرون لحظة عن استغلال أي أزمة تمر بها البلاد لاستنزاف المواطنين وسرقتهم … !
من يوقف هؤلاء الجشعين؟
وكيف يمكننا أن نعود إلي طبيعتنا الطيبة والنقية في احتواء بعضنا البعض ومؤازرة الآخرين ومساعدتهم على تخطى المحن والنكبات!
كم من فقير يعاني كي يتحصل علي إيجار مسكنه؟
وكم من مؤجر مستغل يهدد بطرد المستأجرين الذين لم يعد بوسعهم توفير المال في هذه الظروف؟.
ملاك البيوت والشقق يرفضون تأجير بيوتهم بأسعار معقولة حيث أن إيجار غرفة واحدة يمكن أن يتجاوز الألف دينار ليبي!
اي منطق هذا؟ وأي قانون؟ وأي إنسانية تقبل بهذه الأساليب الاستغلالية الصارخة ؟
المواطنون الذين لا يمتلكون بيوتا، كيف بإمكانهم توفير هذه المبالغ الخيالية ؟
نتمنى أن يتوقف مسلسل استغلال المواطن، وأن يكون هناك رادع أخلاقي وديني واجتماعي نابع من نفوسنا يمنعنا من استغلال أزمات الناس.. ومن فقرهم.. ومن ظروفهم الصعبة..
فيكفي ما يشعرون به من أذى نفسي بسبب تركهم بيوتهم وجيرانهم وأصدقائهم وأقاربهم، ونحن في المجمل كلنا متضررون من هذه الحرب.. و كلنا خاسرون مهما خيل لنا اننا بخير
والمحصلة: لابد من خفض أسعار الإيجارات، ولابد أن يراعي كل صاحب عقار أوضاع الناس وأن يتفهم جيدا أن استغلال الأزمات والحروب ليس من شيم الرجال، ولا من سمات ديننا الإسلامي.