جمال الزائدي
[ ] قبل أن ترفع الكورونا يدها عن البشرية..وقبل أن تسترجع المدن ضجيج شوارعها وتستنشق من جديد دخان مصانعها ومعاملها..وقبل أن يعلن أحد مراكز الأبحاث في شنغهاي أو نيويورك أو باريس أو بون اكتشافها للقاح المضاد للفيروس القاتل ..
وقبل أن تنشر وزارات الصحة في بلاد المعمورة الحصيلة النهائية لضحايا الجائحة…
قبل أن يحصل اي شيء من ذلك ، بدأت حرب جني ثمار الكارثة ، بين الصين من جهة وبين الولايات المتحدة وتوابعها من جهة أخرى…فلاشيء وفق منطق السوق وقوانين الدفع الرأسمالي، غير قابل للاستثمار والربح بما في ذلك الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية..
أساس المنافحة التي تبدأ باكرا ، أن فيروس ” كوفيد 19 ” مسؤولية الصين وحدها ، بسبب أصرارها منذ بداية التفشي على التكتم والنكران ، مع التلميح حينا والاتهام المباشر أحيانا أخرى باحتمال ضلوعها في تخليقه وزرعه بين البشر..
الدول الصناعية الغربية التي انهمكت في إجراءات الحماية والحجر الصحي والتباعد الاجتماعي وإيقاف النشاطات الصناعية والإقتصادية والخدمية الكبرى والمتوسطة..ترى أن من حقها مطالبة المسؤول عن كل هذه الخسائر وخراب البيوت – الصين طبعا – بالتعويض ودفع الغرامة المستحقة ..
المانيا على سبيل المثال طلبت من ” بيغين ” 68 مليارا كتعويض مبدئي عن خسائرها .. أما الولايات المتحدة فقد أعلنت على لسان زعيمها التحفة دونالد ترامب أنها لم تصل بعد إلى تقدير نهائي للرقم الذي ستطلبه من الصين تعويضا لخسائرها بسبب جائحة كورونا..فرنسا واستراليا كما يبدو من مطالبتهم بفتح تحقيق مستقل حول ظهور الفيروس وتفشيه ، تسيران على ذات الدرب..
ولأسباب غامضة حتى الآن يبدو موقف منظمة الصحة العالمية المتعاطف مع ” دفوعات” الصين مناهضا لحملة الاتهامات الغربية الموجهة ضدها ..
ومن وجهة نظر مراقب محايد ، لا يمكن الثقة ولاالتعويل كثيرا على موقف المنظمة الدولية التي تقع ضمن دائرة نفوذ الشركات والمؤسسات الدوائية والصحية في الغرب..ففي اية لحظة وفي سانحة مناسبة يمكن للمنظمة ان تتنكر لموقفها الحالي لتنظم لجوقة الإدانة الدولية لما حدث في مدينة يوهان …