منصة الصباح

حرب عالمية صغيرة

حرب عالمية صغيرة

د أبوالقاسم  عمر صميدة

 

ولأن قيام حرب عالمية كبيرة تعنى نهاية الحضارة البشرية بسبب القوة التدمرية العائلة لما تملكه أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والمتمثلة فى الأسلحة النووية والكيمياء والجرثومية ، لذا فمن غير المنطقة الحديث عن حرب عالمية بالموهوب المطلق ، لكن ما يحدث الان فى منطقة الاورال أى فى المنطقة المتأخرة لحدود التقاء قارتى أوروبا وآسيا والمعروفه تاريخيا بالاوراق ما يحدث هو حرب عالمية صغيرة  تشترك فيها جيوش الغرب مجتمعة بحجة حماية اوكرانيا من الغزو الروسي ، والحقيقة فهى حرب تحدث عنها منظرى الغرب منذ فترة طويله فقد أشار إليها بريجنسكى مستشار الأمن القوم الامريكى فى الثمانينات وأشار إليها الرؤساء الامريكان فى كتبهم كما كتب الرئيس ريتشارد نيلسون فى كتابه النصر بلا معركة ، للأن الغرب يدرك أن وجود روسيا قوية أمر غير مرغوب فيه بسبب التاريخ والجغرافيا ، فقد ذهب نابليون الى موسكو وبعد عقود كانت دبابات هتلر تزحف باتجاه موسكو وكل ذلك بسبب منطقة الاورال حيث الأرض الخصبة وغذاء العالم وحيث مياه الأنهار وحيث مخزون الطاقة من النفط والغاز والمعادن النفيسه والالماس وكلها مغريات تجعل من الحرب أمر مبرر ، ولأن المشكلة هى فى ورطة اوكرانيا التى وجدت نفسها ميدان لتجربة مختلف انواع الأسلحة كما كانت كابوس ميدان للرماية بالذخيرة الحية وكانت بغداد ميدان لتجربة ذخائر اليورانيوم المنضب وأنواع المسيرات والدبابات وهو ما يجعل هذه الحرب حرب اختبار لجودة الأسلحة وقوة الدمار لدى كل جانب وللأسف الشديد فلا يوجد بصيص امل للخروج من هذه الحرب بسبب البون الشارع بين مطالب كل طرف وهو ما يجعل من أمد الحرب يزداد طول ويجعل الحرب نفسها مفتوحة على كل الاحتمالات بنا فى ذلك أن تتحول من حرب عالمية صغيرة الى حرب عالمية فاتحة الدمار والخراب وربما تعيد كوكب الأرض إلى عصور الظلام ، فلدى المتحاربين مخزون هائل من أسلحة الدمار الجماعه والابادة للعائلات الحية والأشجار،  لذا علينا نحن فى بلدنا الصغير ليبيا أن نعتمد على الحكمة ونقطع الطريق على العداوات والاختلاف والتفت الى وحدة وسلامة بلادنا وننسى بعيدا عن الاقتتال والحروب وأن نحافظ على ثرواتنا ومياهنا وارضنا بعيدا عن الاستقطابات والاصطفافات الدولية التى لا علاقة لنا بها ، وعلى الليبيين أن ينتبهوا الى ان حل مشاكلنا لابد أن يكون ليبيا وأنه لا مصلحة لنا فى الحلول المستوردة والتدخلات الأجنبية .

شاهد أيضاً

فئة الخمسين… وحال المساكين

باختصار بقلم د. علي عاشور قبل أيام انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صور لقرار خازن …