منصة الصباح

وجهٌ آخر

جمعة بوكليب

زايد…ناقص

رغم أنّنا على عِلمٍ ودِراية أن لكلِ عُملةٍ وجهين، إلا أنّنا، أحياناً، لا نتذكر إلاّ الوجه الذي نفضله. ومثل العُملة، يمكن أن نقول الشيء نفسه على الكُتّاب. أحياناً، يُصرّالبعضُ على أن للكاتب وجهاً واحداً، وينسون الوجه الآخر أو الوجوه الأخرى. وعلى سبيل المثال، نحرصُ، في الغالب، على كتابة صفة الروائي والقاص أمام اسم أحمد إبراهيم الفقيه. وفي نفس الوقت نتجاهل صفة كاتب المقالة أحمد إبراهيم الفقيه. والذين يعرفون المرحوم أحمد إبراهيم الفقيه يدركون أنّه واحدٌ من أهمّ وأجملِ كُتّاب المقالة الصحفية، ليس في ليبيا فقط بل في العالم العربي. إلا أن صفة القاص والروائي ترسّختْ في الأذهان، وغابت صفةُ كاتب المقالة الصحفية. وهذا ظلمٌ وإجحاف في حقّ المرحوم.

في الآونةِ الأخيرة، انتهيتُ من قراءة كتابٍ للناقد والأكاديمي المغربي عبد الفتاح كيليطو بعنوان:” والله إن هذه الحكاية لحكايتي.” الكتابُ ” نوفيلا” صادر عن دار المتوسط، وجاءني هديّة من صديقي الشاعر عاشور الطويبي. ورغم العنوان الواضح، إلا أنّني كنتُ أتوقّع أن للكتاب علاقةً بالنقد. توقعي كان نتيجة ما ترسّخَ في ذهني، عبر سنوات، من معرفة مسبقة بأن كُتبَ عبد الفتاح كيليطو لا تهتم إلا بالنقد. ومؤخراً، اكتشفتُ خطئي، حين قرأتُ الكتابَ المذكورَ أعلاه، وتبيّن لي أن عبد الفتاح كيليطو بقدر ما هو ناقد متميّز، هو أيضاً كاتب ابداعي لا يقل تميّزاً وإبداعاً. وأنّني استمتعتُ جداً بقراءة حكايته، بل ووجدتها متفردة بموضوعها، وبأسلوبها، وتنتمي إلى الأدب الرفيع بجدارة.

من الممكن أن أعزو خطئي إلى حقيقة أن السيد عبد الفتاح كيليطو برز كاسم متميّز في ساحة النقد. إلا أنّ تلك الحقيقة لا تلغي حقيقة أخرى، وهي أن مواهب السيد كيليطو لا تتوقف على كتابة الدراسات النقدية الجادة، بل تشمل كذلك الكتابة الإبداعية الراقية. وما على القاريء الكريم إلا تدبر الحصول على نسخة من الكتاب المذكور أعلاه، ويتحقق من ذلك.

شاهد أيضاً

ذكرى السنة الفلاحية الامازيغية لعام 2975

يسبق التقويم الأمازيغي التقويم  (الميلادي) بـ 950 عاماً، وتعد السنة الفلاحية جزءًا لا يتجزأ من …