بوضوح
جون ماجوفولي هو أفضل عامل نظافة في العالم بمرتبة رئيس دولة، أو بمرتبة عاشق.
معلم مادة الكيمياء، ينتمي إلى فصيلة نادرة من السياسيين أو المحبين، ولهذا قرر أن يمارس العزف المنفرد على أوتار تنزانيا.
رجل اراد أن يكمل نصف حبه، فرشح نفسه للرئاسة، في بلد يستحق افضل من قمامة الفساد.
ووصل ماجوفوني إلى موقع الرئيس بأصوات الناس، وليس أصوات الرصاص، ودشن رئاسته بحملة نظافة عامة للعاصمة، بدل احتفالية تنصيب خاصة.
ألغى الرجل الاحتفالات الرسمية بيوم الاستقلال، واعتمد تاريخ هذه المناسبة كيوم وطني للنظافة، كما حول مخصصات هذه الاحتفالات لدعم مجهود مكافحة مرض الكوليرا.
بدأ حملة مكافحة الفساد بطرد رئيس جهاز مكافحة الفساد، فليس من الممكن أن نطالب اللصوص بالتوبة، وقائد الشرطة هو كبيرهم؟
خفض مرتبات أعضاء البرلمان لكي تتساوي بغيرهم من الموظفين، وخفض كلفة حفل افتتاح مجلس النواب من مئة ألف دولار إلى سبعة آلاف، لينقل الباقي لشراء سرائر لأكبر مستشفى حكومي.
الرجل ليس له جدول أعمال محدد، أو بروتوكول محدد، عندما يغلق باب السيارة خلفه يقول للسائق عن وجهته، فمكان الرئيس مقصورة قلوب الشعب، وليس القصر الرئاسة.
عندما زار ذات دوام أحد المستشفيات العامة، وجد المرضى يفترشون البلاط، ووجد أجهزة الطبية عاطلة أو معطلة، فقام بوضع كل مسؤولي المستشفى بالسجن، ومنح الإدارة الجديدة مهلة أسبوعين فقط لتصحيح الأوضاع، فنفذت ذلك في ثلاثة أيام لا أكثر.
الرجل أخذ مسؤولي الميناء من مكاتبهم إلى زنزانات السجن بعد زيارة أكتشف خلالها وقائع اختلاس بقيمة تزيد عن الأربعين مليون دولار، ولم يقل لهم عفا الله عن ما سلف.
لم يقم ماجوفوني بتعين فرد واحد من أفراد عائلته أو قبيلته حتى على وظيفة فراش بأجر يومي، بل قام بفصل عشرة آلاف موظف تعينوا في الوظيفة العامة بشهادات مزورة، وآخرين في وظائف وهمية.
منع الوزراء والمسؤولين من السفر على مقاعد الدرجة الأولى، كما منع إقامة الاجتماعات، أو الملتقيات في فنادق الخمسة نجوم، قلص أعداد الوفود التي كانت تتجاوز الخمسين إلى خمسة، وحتى أقل.
طرد مدير مصلحة الضرائب، بسبب الأداء الضعيف في جباية الضرائب، كما طرد مدير السكة الحديدية، وليضع تنزانيا على السكة التنزانية، عبر شعار الوحدة من خلال التنوع.
الرجل كان وفيا لشعارات حملته الانتخابية، وتعامل معها كعقد اجتماعي مع ناخبيه، ولهذا فهو برى نفسه مسؤولا حتى على ثلاثة أعقاب سجائر مرمية على رصيف أحد شوارع مدينة دار السلام.
مرتب رئيس تنزانيا أقل من ربع مرتب سفير ليبيا في تنزانيا وغير تنزانيا، ربما يكون ذلك تغريدا خارج السرب، ولكنه بكل تأكيد داخل القلب.