منصة الصباح

تحضير روح بوب دينار

بوضوح

بقلم : عبد الرزاق الداهش

ظابط في الجيش يستيقظ مع منتصف الليل، ويسيطر على القصر الرئاسي، ومقر التلفزيون، والبريد المركزي.
كما يعلن حالة حظر التجول، وإيقاف حركة الطيران، دون أن ينسى اعتقال رئيس البلاد، ووزير الدفاع.
قصة قديمة، وسمجة، حزينة انتهت قبل اختفاء أخر مقاول انقلابات في افريقيا اسمه بوب دينار، كان ينفذ هذا النوع من المشاريع العسكرية على طريقة تسليم مفتاح.
ما حدث في السودان، لم يعد يحدث إلا في الأفلام الوثائقية، أو برنامج الكميرا الخفية، فلا يوجد ضباط ينتسبون لمعسكر أهل الكهف، ومازالوا يتعاملون بعملة الانقلابات.
نحن في عصر حاكمية القانون، والجدارة، وتطبيقات الحوكمة، والتداول السلس على السلطة، ولسنا في زمن يمكن فيه لنصف شاويش أن يعتقل الدولة بسبب حالة اضرابات في النوم.
نحن في عصر صناديق الانتخابات التي تكافئ، وتعاقب، وسلطة الناخبين، وديمقراطية إدارة الخلاف، وليس سلطة صناديق الذخيرة، وأبراج الدبابات، ومختاركم الجديد جدًا.
امريكا لديها أكبر جيش في العالم، قادر على قصف علبة بيرة في الخرطوم من ثمانية آلاف ميل، هل يفكر عسكري واحد بدخول حتى مطبخ البيت الأبيض.
روسيا تملك ثاني أكبر قوة عسكرية على الأرض، الصين، فرنسا النووية، هل يمكن لاكبر جنرال أن يكسر باب وزيرة دفاع لم تطلق رصاصة مسدس.
ماذا فعلت الانقلابات العسكرية لدولة كالسودان لم تستطع أن تكون سلة غذا لنفسها، ولديها القدرة أن تكون سلة غذا لقارة؟
ماذا فعلت الانقلابات العسكرية لدولة كالسودان، كان يمكن أن تكون فضاء للتعايش الجميل، والتنوع الخلاق، وليس مستودعا للكراهية، والتطاحن، والعداوات.
اليوم عصر الانترنت، والجراحات عن بعد، وتدفق المعلومات، وليس عصر بيونشيه، وباتيستا وفرانكو.

 

شاهد أيضاً

وكيل وزارة الخارجية يبحث ملف عودة السفارة البرازيلية للعمل في طرابلس

  اجتمع وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية محمد عيسى، مع وفد من وزارة الخارجية البرازيلية، …