منصة الصباح

تحديد الهوية لمصارفنا أولاً

بقلم / د. خالد الزنتوتي

 رئيس شركة الاستثمارات الخارجية الأسبق

لكي نقف على مشكلات مصارفنا، لابد اولا من وتحديد هوية هذه المصارف الليبية، تقليدية او إسلامية او مختلطة، بناءً على ذلك يتم هيكلة المنتجات المصرفية وعندها يتم رسم الاستراتيجيات والخطط والسياسات، وتحديد المؤهلات، والخبرات اللازمة.

أما ونحن بهذه الحالة، فلا شيء نقوم به إلا الحرث في البحر، فقد ضاعت من إعمار مصارفنا سنوات عجاف طويلة ومؤلمة.

كيف يتم التعامل بفائدة صفرية في بلد لم يطور اي بديل لالغاء الفائدة كمحرك للعملية الاقتصادية التقليدية، وأصبح اقتصادنا تقليدياً راسمالياً يدار بدون أدواته.

مشكلتنا في تحديد هوية مصارفنا اولا، فإذا هي إسلامية بمفهوم التطرف، فالمصارف حرام ولابد من الغاء وجودها ولابد ان تنتهي وتذهب مصارفنا التقليدية للجحيم.

أما إذا ارتضينا الإسلام الوسطي، فإن المصارف الاسلامية بمفهومها المعاصر الوسطي ، والذي يقدم منتجات لها أدواتها المعروفة، مرابحة، إجارة ، حسابات استثمار مشترك، مرابحة، استصناع..الخ ، كم عندنا الان مصرف من هذا النوع ؟ وهل به هذه المنتجات الاسلامية ؟ وهل هناك من العملاء من يعي ويعرف إلية هذه المنتجات والاختيار من بينها؟ وهل ثقافة المجتمع تتبنى مثل هكذا مسار ؟

وإذا اردنا ان نحتفظ بالمصارف التقليدية، فهل نحن واكبنا تطورات المنتجات المصرفية التقليدية وخاصة فيما يتعلق بالرقمنة ومتطلبات بازل 3 و4 في الطريق؟ أليس بتطبيق بازل 3 وشروطها؟

اخاف ان يكون معظم قطاعنا المصرفي، مفلس، وكل ارباحه صورية وكل مؤشرات كفاءته سلبية.

للاسف المركزي عندنا في مخاض عسير تتقاذفه رياح التقسيم وسوء الإدارة والفساد، ولا يهتم إلا بالاعتمادات المشوهة وأسعار الصرف المزدوجة، والسياسة البراغماتية التي تفرض واقعاً مريراً . تفرضه احيانا قوة الأيديولوجيا مدعومة بعناصر السلطة.

لا اعتقد اننا تحت هذه الظروف وغيرها كثير ، سنتمكن من النهوض بقطاعنا المصرفي، اسلاميا كان او تقليديا او مختلطا.

رقمنة النشاط المصرفي هدف اصبح ضرورة وليس خياراً في كل أنواع المصارف الاسلامي منها، وغير الإسلامي، وهي تباع في أسواق وباسعار مقبولة، المهم ان نحدد هويتنا اولا.

شاهد أيضاً

استعراض مشروع الطريق السريع القطاع الرابع مصراتة راس اجدير

ناقش وكيل وزارة الحكم المحلي لشؤون البلديات مصطفى أحمد سالم مع كل من وكيل وزارة …