منصة الصباح

بين صناديق الانتخابات وابراج الدبابات

بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش

لو سألت عشرة من طرابلس من منهم يريد الحرب، ومن يريد الانتخابات، لكان تسعة مع الانتخابات.
أما العاشر فلابد أن يكون مع الحرب على الفقر، وعلى المرض، وعلى الجهل، وعلى التخلف.
اهل طرابلس ملّوا الحروب، ملّوا حتى سماع كلمة ارتال مسلحة، أو تحشيد، أو سواتر، لدرجة القرف.
الليبيون يريدون لافتة قف أعمال جارية امامك، وليس نيران مفتوحة قرب جداران منزلك.
الليبيون يريدون سماع فيروز، وكاظم الساهر، وأغاني المألوف، وليس اصوات الهاوزر، والبي كي تي، وعواجل الحرب.
الليبيون يريدون مواكب الأعراس، وحفلات التخرج، وليس ارتال التويوتا، وبيانات الضغينة المغلفة بكذبة من اجل الشعب، والوطن، والله.
نعم الليبيون ساموا إغلاق الشوارع، وإغلاق النفط، والمدارس، والمياه، وأكثر من ذلك إغلاق العقول.
من يريد السلطة فأقرب اوتوستراد هو صناديق الانتخابات، ومشاريع انتخابية، وليس صناديق الذخيرة، وذهنية انقلابية.
من يريد الوطن، ابواب الوطن معروفة، ومن يريد الله، أبواب المساجد مفتوحة.
انظروا في عيون الأطفال، انظروا في عيون الأمهات، في عيون الثكالى، والأرامل، واليتامى، والراحلين أبدًا من انكسار إلى انكسار.
الأوطان تبنى بالحقائب المدرسية، والسلام، والحب، وتطوير الشأن العام، وليس بالتوابيت، والمقابر الجماعية.

شاهد أيضاً

عيد الوحدة الوطنية

مفتاح قناو في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي كنا طلابا في المدارس الابتدائية، وكان …