منصة الصباح

بعد أن عادت الحياة الى طبيعتها ، هل انتهت جائحة كورونا ؟

الصباح ــ عبدالله الزائدي

بعد ما أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض عن تحسن الوضع الوبائي لجائحة كورونا ، و بعدما تلاشت كل مظاهر الإجراءات الوقائية من الحياة اليومية العامة بين الناس، واختفت مظاهر الخوف من المرض والتي سادت لعامين ، وأثرت على كل مناحي الحياة ، وبات ارتداء الكمامة مظهرا يوميا معتادا، خاصة في المواصلات، والمصالح العامة، وحيث أماكن الازدحام ، يتغير الحال اليوم وتماما ، ليعود الناس يمارسون حياتهم اليومية ويتواصلون بشكل اعتيادي كما كان قبل انتشار الجائحة ، وصار من النادر أن ترى شخصا يرتدي كمامة ،او يتحفظ في مخالطة الآخرين محتفظا بمسافة في السلام والجلوس ، والحال ليس محليا فقد بدأت عدة دول في بتخفيف الإجراءات الاحترازية بل ورفعها لدرجة كبيرة ، ما يدفع بالسؤال البديهي هنا ، هل بات كورونا كوفيد 19 من الماضي ولم يعد يشكل خطرا ؟ هل انتهت ازمة كورونا ؟ وكيف تحولت مشاهد الرعب من المرض التي سادت التواصل الاجتماعي في شكل جثث في الشوارع ونعوش لضحايا لايملك ذويهم الا التلويح لوداعهم من بعيد ، ونجوم كبار قضوا من اصابة بالفيروس الى مشاهد من الذاكرة ؟مدير مكتب الإعلام والتوعية والتثقيف الصحي بالخدمات الصحية بنغازي والمتخصص في صحة المجتمع الأستاذ أحمد عبد الحميد العوامي، تحدث إلى الصباح عن حقيقة الوضع الوبائي لكورونا، والاجابة عن السؤال الأهم هل مازلنا في حاجة الى التطعيمات ؟

هل صارت جائحة كورونا من الماضي؟

يقول أحمد العوامي “في آخر تقرير أسبوعي للمركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا هناك 17 حالة موجبة من أصل 329 عينة ولم تسجل أي وفيات منذ فترة، نحن في ليبيا تخطينا الموجة الخامسة، والحمدلله كما أوضح التقرير هناك انخفاض كبير في أعداد الإصابات.
ويقف العوامي عند معنى موجة ويقول موضحا “الموجة تعني ارتفاع عدد الإصابات ثم انخفاضها من جديد، والارتفاع في عدد الإصابات قد تنجم عنه حالات حرجة تحتاج إلى عناية وقد تحدث وفيات من جراء الإصابة خاصة بين الحالات التي تعاني من مشاكل صحية كالأمراض المزمنة وغيرها”
ويضيف العوامي إن جائحة كوفيد-19 ربما تكون قد اختفت من العناوين الإخبارية الرئيسية، لكن المرض سيبقى معنا مدةً طويلة مُقبِلة وهو ما يعني أننا لا بد أن نتعلم التعايش مع كوفيد-19، على الرغم من أننا على مشارف مرحلة ما بعد الجائحة وهذا ما أكده خبراء في منظمة الصحة العالمية.
هل هناك توقع لظهور موجة اخرى من الجائحة ام أن الوضع الحالي يعني استقرار الوضع الوبائي ؟
يواصل العوامي قائلا “المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا لم يحذر من دخول ليبيا في موجة أخرى، ولكن أعرب في وقت سابق عن قلقه بسبب انخفاض نسبة المطعمين في ليبيا ، والتي لم تتجاوز 18% ، رغم توفر التطعيمات ، بلغ عدد المطعمين بالجرعة الأولى 2,308,724 فقط ، و بالجرعة الثانية 1,229,888، أما الجرعة الثالثة فبلغت 177,468 فقط، وهي نسب ضعيفة مقارنة بباقي الدول، فلو تحدثنا عن السعودية مثلا نجد نسبة التطعيم بلغت72% وفي الإمارات بلغت 98% وفي تونس 53%”
ويحذر العوامي من ظاهرة التهاون في الالتزام بالإجراءات الاحترازية قائلا “بسبب الضعف في نسبة التطعيم فالمركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا يوصى بالاستمرار في تطبيق الإجراءات الاحترازية، وهي ارتداء الكمامة والتباعد وخاصة في الأماكن المزدحمة والمغلقة كالمصارف وغيرها، وكذلك التهوية الجيدة وإصحاح اليدين”
هل مازلنا في حاجة لتلقي كل جرعات التطعيم ؟
يقول العوامي ان اعتقاد البعض بعدم حاجتهم الى تلقي التطعيمات يشكل خطرا على صحتهم وصحة الاخرين ويقول ” نحن مازلنا في حاجة إلى التطعيم لنقي أنفسنا من مضاعفات الفيروس، كما أن دول العالم التي وصلت لنسب تغطية عالية بالتطعيم ضد فيروس كورونا ورفعت الإجراءات الاحترازية مازالت مستمرة في التطعيم و تفرضه أيضا على كل القادمين إليها حتى تحافظ على سيطرتها على الفيروس، وللأسف نسبة الوعي في ليبيا ضعيفة ومن تقيدوا بالتعليمات والإجراءات الاحترازية هم قلة، كما أن مكافحة الجوائح بما فيها جائحة كورونا ليست مسؤولية وزارة الصحة وحدها هي مسؤولية كل الجهات ولا بد من تظافر جهود الجميع وللأسف كثير من الجهات كانت مقصرة”
لن تتوقف برامج التثقيف والعناصر الطبية مستمرة في عملها
وقال العوامي أن برامج التوعية الخاصة بكوفيد – 19 وأهمية تلقي التطعيم مستمرة حتى وان تراجع عدد الإصابات وانخفض احساس الناس بالخطر، وقال ” يجب أن تكون لدينا ثقة في عناصرنا الطبية والطبية المساعدة والإدارية التي مازالت تواصل جهودها في مكافحة الجائحة من خلال الرصد والتقصي، وإعطاء التطعيمات، وبرامج التثقيف الصحي ، وأن نثق في مؤسساتنا وأعني الخدمات الصحية في بنغازي وفي كل المدن الليبية، وكذلك المركز الوطني لمكافحة الأمراض الجهة المعنية والمختصة التي تتابع وترصد الوضع الوبائي لكل الأمراض، وأن نكون إيجابيين ونتبع كل التعليمات الصادرة من الجهات المختصة، حتى نحافظ على وضعنا ونتصدى لأي موجات أخرى ، وأنصح الجميع بضرورة اتباع أنماط حياة صحية، والابتعاد عن الممارسات غير الصحية كالتدخين وتعاطي المخدرات، وتجنب التواجد في الأماكن المزدحمة، والمحافظة على البيئة، وتلقي التطعيم ، والاهتمام بنظافة اليدين، لأن هذه الممارسات الصحية تقينا من فيروس كورونا وفيروس الأنفلونزا وفيروسات البرد ومن الكثير من الأمراض”

شاهد أيضاً

الثروة البحرية تؤكد التزامها بدعم جهود تنمية مصائد الأسماك

أكد وزارة الثروة البحرية التزامها الكامل بدعم جهود التنمية المستدامة لمصائد الأسماك وحماية مواردنا البحرية …