منصة الصباح

الملح و النخبة (2)

” الإسقيط” !

حسام الوحيشي

يضرب يده في الحقيبة المشنوقة على كتفه و يظفر برسالة بلون الرماد، كان لها عنوان غريب “حوار ماجن! ” و رائحة البحر عقب النوة، استمر متسلقا الكلمات رويدا فٱخر : ” لكي لا نمزج الحنين بالصديد، لكي لا نبكي على اللبن المهراق، لكي لا نختلط أرابيسك الماضي مع ضرورات الأصول، و لا نتكل على الأنا المفرطة مثل نبت شيطاني في المتاهة، لكي لا نقول أن التاريخ بقضيضه يستحق القمامة، نشكر ما ذرف من نضال و لا نعبد نصف الكوب، باقة زنبق ربما أو شتائم مارة، محطة المطاف الأخير لا تخرج عن مقولة “تضل العظام من مخلفات الجثة”، النفخ في الرماد لا يضرم الحياة، يبدأ العصر المضارع حيث نقف تماما، مشاريع الجثوم على قبر منهك تبتكر جناحين للأفول، و هلم سحرا!

سندع خيطا من الظل يربط الضوء برسن عتيق، نطالع المنصرم بعين غير مطموسة، من علمني حرفا ليس معصوما هذه حقيقة حتى لو ركبت رأسك و دلدلت نعلين على أذنيك ، تلاشى زمن الأنبياء منذ قرون، لعلها بذور لئيمة مغموسة في الهراء، لا نؤكد دانقا، ان فعلنا فتلك فتنة الشعاع و ستضمر، ترتطم بالجدران و تهوي للحضيض، شاء من أراد و أبى من عاف .

حوار ماجن ينتابني عادة عندما أكتب الرسائل يا لاعق النقحرة لا تدقق دعني أنساب فقط ، تختلف المواضع و الثابت انهما ساخران في مونولوج عابر، القارئ ” أنا” مع مرتبة القصف، و الكاتب ” هو ” مع النياشين اللازمة للاهتمام بنصه المرطون على الكاغد .

-طبقوا التجربة النهاوندية ” .
– هل تمزح؟
– يبدو انك سمعتني، لقد كنت افكر بصوت عالي.
– لا تفكر مرة أخرى أيها العزيز.
– سأجرب العزف على الكونترباص.

مونولوج مغاير حول عبور مختلف في نص موازي.

– الديمقراطية ضرورة أليجورية .
– حسنا.
– نخبتنا ترفض الاعتراف باستحالتها لأسباب حيوانية .
– إنها الأدغال اذا، وظيفة النخبة هي التواطؤ .
– لا اريد القول أن العصا ضرورة اجتماعية.
– ضرورتان و نخبة مسرحية واحدة.
– الدجاجة أم البيضة؟
– كنا في البيضة و لم تصبح دجاجة، و نحن في مشروع الدجاجة و أنت تشير الى أن الحل هو البيضة.
يجيء الهتاف واضحا – “دواجن، دواجن، دواجن”.

يتلبسني هذا الحوار و انساق له، فتكون الخلاصة غالبا بصورة :

– اريد أن أبصق.
– لماذا؟
– لا شيء أنا متعب فقط ” .
يبدو أنه سيبحث عن مغلف ثاني، دع الصهيل عاليا .

 

شاهد أيضاً

ثلاثة في أسبوع واحد

أحلام محمد الكميشي   كنت أنوي الكتابة عن مصرفنا المركزي المترنح وحقولنا النفطية المغلقة وسياستنا …