منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
الصباح/ حنان علي كابو
في قلب العاصمة طرابلس، يقف المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية، شاهدًا حيًا على ذاكرة الوطن، وحارسًا لصفحات مضيئة من تاريخ ليبيا الحديث والمعاصر..
فمنذ تأسيسه في “17” أغسطس “1977” تحت اسم “مركز بحوث ودراسات الجهاد الليبي”، ثم تحوله في العام “1980” إلى “مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية”، وصولًا إلى هويته الحالية بموجب قرار في العام “2009”، ظل المركز مؤسسة وطنية تُعنى بجمع وحفظ وفهرسة الوثائق والمخطوطات، التي تشكل الأرشيف العمومي للدولة..
أهداف وطنية
يعمل المركز على حماية الهوية الوطنية، عبر جمع الوثائق التاريخية وحفظ المخطوطات، إلى جانب تسجيل التاريخ الشفاهي، من خلال لقاءات مباشرة مع المجاهدين وشهود الحقبة الاستعمارية..
كما يُعِدّ وينشر البحوث والدراسات المتخصصة، وينظم المؤتمرات والندوات العلمية، لإثراء الوعي بالتاريخ الليبي، إضافةً إلى إصدار الكتب والمجلات التي ترصد محطات الجهاد والنضال الوطني..
إنجازات في التوثيق
استطاع المركز أن يُنجز واحدًا من أكبر مشاريع التوثيق الشفاهي في إفريقيا والعالم العربي، ونجح في جمع أكثر من مليون وثيقة مكتوبة بين أصلية ومصورة، إلى جانب “70” ألف صورة و”15″ ألف رواية شفوية، إضافةً إلى اقتناء وثائق نادرة من المحفوظات التركية والعثمانية والإيطالية والفرنسية والأمريكية..
مكتبة الوطن
لم يقتصر دور المركز على الحفظ، بل انفتح على المجتمع الأكاديمي والثقافي عبر مؤتمراته ومنشوراته، من بينها كتب بارزة مثل: معركة العميان، الحكومات الليبية 1949 – 1951، والدستور في ليبيا: تاريخ وتطورات. كما ضُمّت إليه مكتبة الأوقاف العامة في طرابلس، ليصبح أكبر وعاء معرفي يحفظ الذاكرة الوطنية الليبية..
ذاكرة لا تموت
اليوم، يُنظر إلى المركز بوصفه خزانة الوطن، ليس فقط لأنه جمع وثائق ومخطوطات، بل لأنه أنقذ تاريخًا كان مهددًا بالاندثار، وحفظ للأجيال القادمة ذاكرة وطنية موثقة، تُجسّد بطولات الليبيين في مواجهة الاستعمار الإيطالي، وتؤكد على أن حماية التاريخ مسؤولية وطنية في زمن تتعرض فيه الهويات للتشويه والنسيان..
