منصة الصباح

المدرب عبد الحفيظ أربيش : المدرب الوطني للطوارىء.. والكرة الليبية في واقع مظلم

عبد الحفيظ أربيش عرفته ملاعب كرة القدم لاعبا جيدا بصفوف فريق المدينة، وكان واحدا من لاعبي خط الوسط الجيدين الذين قدمهم نادي المدينة الملاعب اللعبة الشعبية الأولى، حيث كان يمتاز بالبنية الجيدة والاستعداد البدني المميز والجهد السخي في وسط الملعب، وقبل ذلك كان « أربيش» لاعبا خلوقا ومثالا للروح الرياضية ما جعله ينال احترام وتقدير أحباء كرة القدم على مختلف انتماءاتهم .. ولمجرد أن اعتزل اللعب تحول إلى مجال التدريب، ولأنه يعي جيدا أن التدريب علم ومعرفة واطلاع فإنه حرص على تأهيل نفسه من خلال حضور الدورات التدريبية خارج ليبيا على حسابه الخاص حيث حضر أكثر من دورة في إيطاليا.

“الصباح الرياضي” التقت المدرب عبد الحفيظ أربيش لنتعرف من خلاله عن قصته مع التدريب وهو المدرب الليبي الوحيد الذي كان له تجربة تدريب في الجزائر والعراق إلى جانب تدريبه عدد من الفرق الليبية إضافة تدريب منتخبنا الأول في تجربة تعد ناجحة .

التقاه / إمحمد إبراهيم

الوضع في العراق مشابه لنا تماما

ويقول عبد الحفيظ اربیش : تجربتي في العراق كانت مفيدة رغم قصر مدتها حيث تسنى لي على الأقل معرفة وضع الأندية في العراق هذا البلد الذي طالما قدم للملاعب مواهب جيدة وسبق له التأهل إلى نهائيات كأس العالم مثلما فاز بالكؤوس الإقليمية حيث قمت بالإشراف على تدريب فريق «زاخو»، وهو من ضمن فرق الدرجة الثانية بإقليم کردستان، وبالفعل حرصت على أن أقدم شيئاً لهذا الفريق حتى أثبت جدارتي من جهة وحتى أقدم الدليل على آن في ليبيا مدربين جيدين، لكن للأسف اصطدم بمسؤولين لا يختلفون عن كثير من المسؤولين في ليبيا من خلال الإصرار على التدخل في الشؤون الفنية، ومن ضمن الأشياء التي أثرت في علاقتي بأحد مسؤولي نادي زاخو وهو شخص صاحب قرار اعتراضه على اقدامي على منح شارة رئيس الفريق للاعب وجدت فيه مواصفات القيادة ويحظى بتقدير واحترام زملائه عکس اللاعب الذي كان يفرضه والذي لا تتوفر فيه كثير من هذه الصفات، والحقيقة أن كرة القدم العراقية وبالرغم ما يتوفر لها من امکانات بشرية منهم اللاعبون الجيدون الذين تتوفر لديهم الامكانيات الفنية والتكوين البدني الجيد إلا أنها تفتقر للمسؤول الجيد الذي يعرف كيف يسير باللعبة نحو الافضل وبما يتفق والمواهب التي تتوفر للعراق الشقيق، وهم بذلك يتفقون معنا تماما في توفر الموهبة غياب من يوظفها جيداً وأضاف «اربیش» أن اللاعب العراقي طموح للتألق والابداع لكنه للأسف يصطدم بواقع يقف أمامه دون تحقيق طموحاته، وأنا في تواصل مع كثير من اللاعبين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكلهم تمنوا لو أن تجربتي مع فريق زاخو تواصلت، وعموما فإن تجربتي التدريبية في العراق والجزائر كانت مهمتين.

المدرب الوطني مهمش

للأسف الشديد مازال المدرب الوطني مهمشا، وكل الذين يتعاقبون على اتحاد الكرة وعلى إدارات الأندية كذلك يكادون يتفقون على ذلك، وهم يلجأون إلى المدرب الوطني إلا في حالات بحثهم عن الخروج من عنق الزجاجة كما حدث مؤخرا مع ” المريمي والدامجة وباني والعيساوي”، حيث سلم لهم اتحاد الكرة تدريب المنتخب في ظروف صعبة للغاية.. والآن أنا أقف على الحقيقة التي قالها لي المرحوم محد الخمسي شيخ المدربين حين ما قال لي ذات مرة إن المدرب الليبي مرآب طواريء وعليك أن تعد نفسك لهذه الحقيقة المرة، ونفس القناعة لدى المدرب الهاشمي البهلول الذي أدعو له بالشفاء العاجل وهما أكثر المدربين الذين كنت أحرص على اللقاء والتحاور معهم ولا أنكر استفادتي من تجربتهم ونصائحهم .

راض عن تجربتي التدريبية

وعن تجربته التدريبية قال المدرب عبد الحفيظ اربیش إن تجربتي كانت ناجحة وتوجت بنجاحات فنية من خلال تطوير أداء عدد من المواهب والفرق إلى جانب أن تجربتي قد توجت بإنجازات مهمة أذكر منها العروبة والذي أحرزت معه الترتيب الثاني لبطولة ليبيا 2004 وفي عام 2003 صعدت بفريق الشط إلى الدوري الممتاز كما فزت مع فريق المدينة ببطولة ليبيا عام 2000 وفزت مع فريق خليج سرت 2008 مثلما فزت معه بكأس (ليبيانا) في السنة نفسها، وكان اربیش قد درب فرق المدينة والهلال وخليج سرت، والسويحلي والاتحاد والنصر والعروبة والمدينة والشط والاتحاد لفترة قصيرة .

 أحرص على الاطلاع دائما

وقال المدرب عبد الحفيظ اربیش إن التدريب مجال متطور، وأحرص دائما على الاطلاع على الجديد، كما أنني أحرص على متابعة كثير من دوريات العالم المعروفة وأدون من خلال هذه المتابعة كثيرة من الملاحظات، فأنا أتابع ذلك بعين المدرب وليس المشاهد والمتابع فقط، وأنصح جميع المدربين بالحرص على تأهيل أنفسهم لأن المسؤولين لا يضعون تأهيل المدرب ضمن اختصاصاتهم، كما أنني أحرص على الممارسة اليومية للرياضة للاستفادة الصحية أولا ولقناعتي أن المدرب لابد أن يتمتع بلياقة بدنية تمكنه من أداء مهامه التدريبية بجدارة ويسر. تخاذل التوغو مع الكاميرون حرمنا من بلوغ نهائيات كاس العالم 2014 بالبرازيل .

وقال المدرب عبد الحفیط اربیش إنه يحز في نفسي كثيرا تجاهل إعلامنا المحلي لتلك المؤامرة  التي تعرضت لها كرة القدم الليبية حينما حرمنا تخاذل التوجو أمام الكاميرون، فخلال تصفيات كأس العالم لسنة 2014 وفي منافسات مجموعتنا التي كانت تضم ليبيا والكاميرون والتوغو فاز منتخب التوغو على الكاميرون وتقدم خطوة مهم نحو التأهل لكن فوزنا عليه في الجولة الموالية بدد آماله وقرب منتخبنا من التأهل لنتفاجأ بأن الاتحاد الكاميروني قد تقدم بطعن في نتيجة منتخب بلاده أمام التوغو بإيعاز من التوغلين بحجة أن التوغو أشرکت لاعبة معاقبة في مباراة منتخبها مع الكاميرون، أي أن الاحتجاج لم يقدم بعد المباراة مباشرة، ولكنه قدم بعدما خرجت هزمنا التوغو وخرجت المنافسة وقد استفزني ذلك كثيرا خاصة إن الإعلام الرياضي الليبي في ذلك الوقت لم يتناول ذلك وتعامل معه حدثا عاديا بل رئيس اتحاد الكرة في تلك الفترة الطشاني، وعندما قلت له يجب أن تتحركوا وتقفوا في وجه هذه المؤامرة قال لي (وهل تتوقع أن ليبيا ستتأهل إلى نهائيات كاس العالم ؟.)

والتاريخ يؤكد أن المنتخب الليبي قد تحصل على أفضل تصنيف دولي سنة 2014 حينما حل في الترتيب السادس والثلاثين عالميا، وأنا اعتز أيما اعتزاز بذلك، فالنجاح مع المنتخب له طعم خاص والحمد لله تذوقث ذلك بكل فخر .

ملحمة 2014 كانت رائعة

وأضاف المدرب عبد الحفيظ اربیش انني أعتز كثيرا بالفرصة التي أتاحت لي تدريب منتخب بلادي سنة 2014 صحبة فوزي العيساوي ورمضان الشبلي وكان من ضمن الطاقم الفني كذلك معد بدني من تونس، وقد شهدت هذه الفترة مرحلة تجدید للمنتخب بعد اعتزال عدد من اللاعبين المعروفين الذين كانوا لاعبين أساسيين لسنوات عدة، وكانت مهمتنا الأولى دعوة عناصر جديدة على منوال التربي الصبر والمصراتي وفيصل البدري ومحمد منير وحمد الترهوني ومعتز المهدي وكل المجموعة الذين فازوا فيما بعد بكأس «الشأن» الأفريقية عندما تولى مهمة تدريب منتخب المحليين «كلامنتي» الذي أنصفنا وأصر على الاشادة بالعمل الكبير الذي قمنا به كطاقم فني، وأنا بدوري هنا أوجه التحية لجميع اللاعبين على التزامهم وتنافسهم من أجل تشریف الغلالة الوطنية وهو ما مكننا من المنافسة على بلوغ نهائيات كأس العالم بالبرازيل مثلما تأهلنا لخوض المباراة النهائية للبطولة العربية التي أقيمت بيننا المغربي والمنتخب بالسعودية.

 فوزي البنزرتي محظوظ

وعن توجه اتحاد الكرة إلى اسناد مهمة تدريب منتخبنا للمدرب فوزي البنزرتي قال عبد الحفيظ اربیش إن اتحاد الكرة لم يخط حينما اسند المهمة إلى هذا المدرب الذي يتمتع بتجربة مهمة في مجال التدريب وهو يعرف جيدا كيف يسخر امکانات اللاعبين، وكان يمكن أن تكون مهمة البنزرتي أسهل لو أن الدوري الليبي منتظم لكن اعتبر المدرب البنزرتي محظوظا لأن هناك كثيرا من اللاعبين الليبيين يلعبون في الخارج منهم من أثبت كفاءته الفنية العالية وهو ما يجعل ذلك يصب لصالح المنتخب ويساهم في نجاح مهمة البنزرتي .

الكرة الليبية في واقع مظلم

وأضاف عبد الحفيظ اربیش انه بغض النظر عن ظروف البلاد التي كانت عائقا دون اقامة الدوري فان حال الكرة الليبية لا يسر سواء من حيث غياب البنية التحتية والملاعب الجيدة التي تجعل المسابقات أكثر جمالا كما نشاهد في دوريات العالم، كما أن الأندية تفتقر لكثير من امكانات النجاح فهي تفتقر للملاعب مثلما تعاني كثير منها إن لم نقل جلها للمسؤول الذي يخطط جيدا للمستقبل، وأنا هنا أقول بصوت عال إننا بهذا الجمود والركود سنجعل كرة القدم الليبية تتخلف مسافات أخرى على التطور الذي بلغته كرة القدم في كثير من دول العالم، حيث كان يمكن على الأقل أن يتواصل نشاط الفئات السنية، لكن للأسف كثير من الأندية أصبحت مهجورة ولا يوجد بها أي نشاط، وهذا يزيد من أزمة كرة القدم الليبية حيث تشكل المساحات الزمنية المفقودة فجوة فنية خطيرة وهي ليست خسارة في الزمن فحسب بل نخسر من خلالها كثيرة من المواهب .

وقال أربيش :

. ككل كان والدي رحمه الله يحاول ابعادي عن الكرة والتوجه للدراسة، وهو محب لكرة القدم ومن مشجعي نادي الاتحاد القدامی جدا.

. أخرجت لى البطاقة الحمراء مرتين كلتهما كانت بملعب الزاوية احدة وأنا لاعب والأخرى وأنا مدرب، وقد ظلمت في الحالتين وتم انصافي والغاء عقوبة الايقاف .

– المطلوب استمرار نشاط الفئات السنية حفاظا على المواهب .

– الرياضة عنوان المحبة والتعامل بروح الود، وهكذا أنا لم أحقد على أي شخص رغم ما اتعرض له.

– اللعب في الخارج مفيد للكرة الليبية كل لاعب تأتيه الفرصة يجب أن لا يضيعها.

– أكن للجميع الاحترام والتقدير ولنادي المدينة بالذات فهو الذي انطلقت من خلاله إلى عالم الكرة .

– الآن لست مرتبطا مع أي فريق، واستغل هذا الفراغ للاطلاع على جديد التدريب .

– احترم كل وجهات النظر وأعمل بقناعتي التامة .

– لم أندم على أي قرار اتخذته في مجال التدريب.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …