منصة الصباح

الكتابة كمعادلة للحياة

نقطة نظام

بقلم /فوزي البشتي

” عشت حياتي بعبقرية ، وكتبت كتبي بذكاء ” هكذا لخص ( جورج برناردشو) رحلته في الحياة والإبداع , فهل أراد الكاتب الانجليزي الساخر أن يقول أنه فضَل الحياة على الإنتاج والإبداع ، او أن الابداع الحقيقي هو أن تعيش يومك ، لا أن تحلم وتشتغل لخلودك ؟
يعني أن تكون حقيقيا وليس نفعيا ، أن تكون نبضا وشريانا وقلبا وأن لا تستعمل الحياة لتعبي بها إلى الخلود كي تحفر أسمك في نسيان الذاكرة وسهو خياناتها و
حين مررت مجددا بجملة برناردشو لم يبد لي ساخراً هازئا من وراء نظارتيه المدورتين العالقتين على أرنبة أنفه ولا منهمكا على نفسه وعلي من حوله كعادته ، بل بدا لي حكيما بعبثيته ،عاقلا بإحساسه ، يعرف جيدا نهايات الأشياء ، ويدرك جيدا أنه مجرد عابر لمسالك هذه الحياة وطرقاتها الشائكة .
لست هنا بصدد نقد أدب برناردشو لأبرهن أن مؤلفاته وصلت حدود العبقرية ، ولا أن اظهر أن موهبة اكبر كانت متسترة فيه ، واستطاع بعبقريته أن يحول مجراها نحو العيش فترك الكتابة كهامش وامتداد أو كمرآة تعكس يوميات الحياة النابضة ، فكانت الكتابة تعني ببرناردشو أحدى متع الحياة ، كتدخين الغليون او مراقبة غروب الشمس او النزول من سلم الطائرة حيث اكتشاف مدينة جديدة او هرولة لموعد مع وجه الحبيب .
أراد جورج برناردشو أن يقول ، أن الحياة ل اتعادل الفن ولا تتسارع به بل أن الفن يولد من الحياة ، فالحياة هي منبعه ومصبه ، اراد أن يقول أن الفن يعطي بعض إضافات لحياة يلمع معناها ويبعث فيها عمقا وبعداً ولونا ورائحة ، الا أنها لا يسيران بخطين متوازيين ولا يتقاطعان الا عند المبدعين الكبار ، فالبعض يرهن حياته للكتابة والآخر يرهنها للحياة وهنا يبدأ الصراع .

شاهد أيضاً

فتح أبواب المدارس أيام السبت لطلبة شهادتي الأساسي والثانوي

  الصباح وجه وزير التربية والتعليم موسى المقريف اليوم كتابا الي مراقبي الوزارة بالبلديات، وجه …