صديقتي تهرب من مدرستها وتلتقي رفيقها
لم أود الحديث عن قصة صديقتي ورفيقة الدراسة وظللت أحفظ سرها إلى أن أحسست يوماً بأنها في خطر أو يمكن أن تتعرض للأذى من رفيقها، الذي رافقته خلسة عن أهلها أو تقع تحت السلطة الأسرية ويتم حرمانها من استكمال دراستها في حالة تم كشف علاقتها.
أردت أن أتكلم عن ما يسمونها علاقة عاطفية التي تجمع شاباً بفتاة وتكون خارج إطار العائلة وتكون في الخفاء، الأمر الذي قد تقع بسببه بعض الفتيات ضحية لمثل هذه العلاقات التي أعتبرها تؤثر على التحصيل العلمي وتؤدي إلى التأخر الدراسي أو تدني مستوى التركيز، خاصة في السنوات الأساسية والمهمة في التعليم.
صديقتي التي أحب اختارت لها رفيق، اعتقدت – أنا- أنه يلهيها عن دراستها ولايضيف لها شيئاً هذا .. وهذا ما قلته لها عندما صارجتني بالموضوع، لكنها استمرت في خوض هذه العلاقة، ولهذا اردت أن أعرضها.
القصة من البداية
نحن ندرس بالصف الثالث من المرحلة التعليم الأساسي – الشق الثاني – أي بالمرحلة الإعدادية ولازال المشوار طويلاً أمامنا، كما أننا لانفقه من الحياة إلا القليل، وكوننا في الشهادة يتطلب هذا منا التركيز بشكل كبير في دروسنا والانتباه لدراستنا، ولإننا صديقتان لانفترقان عن بعضنا البعض، حتى بعد عوتنا من المدرسة نتحدث سوياً بالهاتف وعن طريق منصة التواصل الاجتماعي، وقد أخبرتني يوماً بأنها تعرفت على شاب يكبرها بسبع سنوات وهو يدرس بالجامعة ويحاول بأن يلتقي معها، لكنها رفضت في بادىء الأمر وبعد مرور أكثر من شهرين جاء أمام المدرسة والتقى بها، ومنها بدأت صديقتي التقرب منه محاولة معرفته بشكل أكبر، وأخبرتني عنه وعن أخلاقه واستعداده لمساعدتها في دراستها ودعمها، لكنها انشغلت عن بعض دروسها به وبدأت في الحديث عنه دائماً بعد عوتنا من المدرسة إلى أن طلبت مني يوماً أن أنقل لها درسين بالحصص الأخيرة ..
استغربت الأمر لأنه يمنع منعاً باتاً الخروج من المدرسة وتساءلت عن سر الحصص الأخيرة فوجدتها قد اخترعت حجة للعودة بعد أن تحججت بأنها تمر بوعكة صحية وتحتاج للراحة، لكن المعلمات رفضن خروجها إلا بولي أمرها، وفشلت خطتها، الأمر الذي جعلها تفكر بالتغيب في اليوم التالي وتلتقي رفيقها التي ينتظرها خارج أسوار المدرسة، ليجلس معها في أحد الأماكن ، اضطررت إلى إخبار أختها الكبرى خوفاً عليها من أثر هذه العلاقة على مستقبلها الذي بدئنا في رسمه سوياً ، وبدورها حاولت أختها مراقبتها عن بعد حتى كشفت العلاقة المخفية على الأسرة، والتقت بالشاب الذي اعتقد أنه صرح عن محبته لصديقتي، لكن الأخت قامت بنصحه للابتعاد عن أختها الصغيرة، التي لا تزال لا تعي شيئاً، وقد دفعني خوفي من الخسارة للتكلم وإفشاء سر صديقتي الذي أخفيته شهوراً كما طلبت مني ، لكنني أظن أنني أنقذتها من الضياع وخسارة تعليمها وراء علاقات أعتبرها مبكرة في عالمنا نحن الفتيات ، وفعلا استطاعت الأخت الحفاظ على شقيقتها وساعدتها للعودة إلى دروسها والاهتمام بها وقدمنا على الامتحانات ونجحنا واجتزنا سوياً هذه المرحلة ودخلنا للمرحلة الثانوية وباتت لنا تفاصيل أخرى تتعلق بمستقبلنا .