منصة الصباح

العكـــــــرمــــي‭..‬

نقوش
بقلم /منصور‭ ‬أبوشناف
‮«‬علي‭ ‬العكرمي‮»‬‭ ‬وعبر‭ ‬شهادته‭ ‬التاريخية‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تبث‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬‮«‬ليبيا‭ ‬الاحرار‮»‬‭ ‬يعيد‭ ‬لسجناء‭ ‬الراي‭ ‬الليبيين‭ ‬‮«‬معنى‭ ‬معاناتهم‭ ‬ومكابداتهم‭ ‬المريرة‭ ‬والطويلة‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬غيبتها‭ ‬الصراعات‭ ‬والاحداث‭ ‬بل‭ ‬وجعلت‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬احيانا‭ ‬تلك‭ ‬‮«‬الآلام‮»‬‭ ‬عقابا‭ ‬مستحقا‭ ‬لأولئك‭ ‬الضحايا‭ ‬فقد‭ ‬حمّل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الليبي‭ ‬في‭ ‬غالبه‭ ‬ماحصل‭ ‬ويحصل‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬من‭ ‬خراب‭ ‬واقتتال‭ ‬لأولئك‭ ‬المساجين‭  ‬طبعا‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬العائدين‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬‮«‬كما‭ ‬يسمي‭ ‬الليبيون‮»‬‭ ‬المعارضة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬افرادها‭ ‬مطاردين‭ ‬برصاص‭ ‬فرق‭ ‬الموت‭ ‬الليبية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬اصقاع‭ ‬العالم‭ .‬
العكرمي‭ ‬ينقل‭ ‬تجربة‭ ‬أجيال‭ ‬من‭ ‬المقاومة‭ ‬الليبية‭ ‬للقمع‭ ‬والإذلال‭ ‬والأهم‭ ‬يقدم‭ ‬صورة‭ ‬لما‭ ‬آل‭ ‬اليه‭ ‬مصير‭ ‬نخب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬والمثقفين‭ ‬والمتخصصين‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬وقتل‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬كافراد‭ ‬فقط‭  ‬بل‭ ‬لمستقبل‭ ‬بلاد‭ ‬كانت‭ ‬تسعى‭ ‬كغيرها‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬المتخلف‭ ‬للنهوض‭ ‬واللحاق‭ ‬بمواكب‭ ‬العصر‭ .‬
ما‭ ‬قدمه‭ ‬العكرمي‭ ‬عن‭ ‬السجون‭ ‬الليبية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬صادقا‭ ‬وشفافا‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬‮«‬واعيا‭ ‬ومدركا‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬لحجم‭ ‬عذاباته‭ ‬ومعاناته‭ ‬بل‭ ‬لمعنى‭ ‬تلك‭ ‬العذابات‭ ‬والآلام‭  ‬كان‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬مسارها‭ ‬بأتجاه‭ ‬مستقبل‭ ‬افضل‭ ‬للبلاد‭ ‬والعباد‭ ‬،‭ ‬كان‭ ‬راعيا‭ ‬عارفا‭ ‬وعطوفا‭ ‬لحبات‭ ‬بذار‭ ‬بذرها‭ ‬اولئك‭ ‬‮«‬الحكماء‮»‬‭ ‬كما‭ ‬سماهم‭ ‬في‭ ‬حقول‭ ‬ليبيا‭ ‬وروتها‭ ‬دماء‭ ‬شهداء‭  ‬ودموع‭ ‬ثكالى‭ .‬
تجربة‭ ‬العكرمي‭ ‬ومئات‭ ‬من‭ ‬سجناءالرآي‭ ‬الليبيين‭  ‬كان‭ ‬احد‭ ‬اهم‭ ‬دروسها‭ ‬‮«‬حسب‭ ‬مااورده‭ ‬العكرمي‭ ‬في‭ ‬شهادته‮»‬‭ ‬هو‭ ‬‮«‬‭ ‬قبول‭ ‬الآخر‭ ‬المختلف‭ ‬فكريا‮»‬‭ ‬بل‭ ‬والنظر‭ ‬اليه‭ ‬كشقيق‭ ‬ولدته‭ ‬آلام‭ ‬ليبيا‭ ‬وشريك‭ ‬في‭ ‬الزنزانة‭ ‬والقسم‭ ‬والوطن‭ ‬وفقدانه‭ ‬يمثل‭ ‬فقدان‭ ‬الشقيق‭ ‬والرفيق‭ .‬
الاعتراف‭ ‬والقبول‭ ‬والاندماج‭ ‬مع‭ ‬الشقيق‭ ‬المختلف‭ ‬فكريا‭ ‬اهم‭ ‬دروس‭ ‬تجربة‭ ‬السجون‭ ‬الليبية‭ ‬والتي‭ ‬عشتها‭ ‬كما‭ ‬عاشها‭ ‬كثيرون‭ ‬غيري‭ ‬وكما‭ ‬رواها‭ ‬العكرمي‭ ‬والتي‭ ‬وبكل‭ ‬أسف‭ ‬فشلنا‭ ‬في‭ ‬ايصالها‭ ‬الى‭ ‬مجتمعنا‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ولايزال‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬لمعرفتها‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬سلم‭ ‬وتماسك‭ ‬اجتماعيين‭ ‬وهما‭ ‬اهم‭ ‬اركان‭ ‬بناء‭ ‬الدول‭ ‬ونهوضها‭ ‬من‭ ‬كبواتها‭ ‬التاريخية‭ .‬

شاهد أيضاً

وفد صندوق دعم الإعلاميين يزور عميد المصورين محمد كرازة

زار وفد من صندوق دعم الإعلاميين مساء اليوم الخميس، منزل عميد المصورين الليبيين الصحفي محمد …