في العقدين الأخيرين حدث تطور تقني وتكنولوجي طبي كبير، ساهم في إبصار الطب، وأصبح التشخيص محدد وأكثر دقة، وأعتمد الأطباء المعالجين في قرارتهم على نتائج الفحوصات المعملية والتي تطورت وتغطي معظم المشاكل الصحية، والتصوير الاشعاعي الذي تعدد وتنوع وتطور ، والمسح الذري وما في حكمه والتنظير وتقنيات ثلاثية الأبعاد ، والتشخيص الجيني والوراثي ، والرقابة المصاحبة بالأجهزة القابلة للارتداء أو الزرع ، وإمكانيات التتبع عن بعد ، واستخدام تقنيات وسائط الإتصالات وتقنية المعلومات ، واستخدام تطبيقات الهواتف الذكية ، وانتهى طب التخمين والحيرة بين التشاخيص لتشابه الأعراض وتداخل الشكوى، ويتقلص شئيا فشيئا الطب التجريبي ، واختصرت التكنولوجيا الحديثة في التشخيص الكثير من الوقت، وساهمت في أتخاذ قرارات طبية علاجية سريعة وناجعة، وجعلت المتابعة المستمرة لتطور الحالات ونتائج العلاجات أسرع ، ويفترض أن تحظى الخدمات التشخيصية بأهمية قصوى عند المسؤولين عن الأنظمة الصحية ورسم السياسات الصحية ، والمسؤولين عن المخصصات المالية والاقتصاد الصحي ، للتوسع في حزمة الخدمات الصحية التشخيصية لأهميتها في برامج الكشف المبكر ، والطب الاستباقي والوقائي ، والرعاية الصحية الأولية ، وطب الطوارئ والميداني ، والخدمات الصحية الاستشفائية في جميع مستوياتها ، وضرورة تكوين كوادر بشرية مؤهلة تأهيلا عاليا للعمل على تشغيل هذه التقنيات والتكنولوجيا الطبية المتطورة، والتي تعتمد على مهارات متعددة ومتنوعة وقدرات علمية وفنية عالية المستوى ، ويجب أن تتوفر هذه الخدمات في جميع المرافق الصحية الحكومية في كافة ربوع البلاد ، وهي لن تكلف أكثر من 5% من مخصصات القطاع الصحي وتوفر أكثر من 75% من الإنفاق غير المبرر الذي يترتب على غياب الخدمات التشخيصية الحديثة ، ويوفر الوقت الذي يؤثر على صحة وحياة المرضى ويسمح بسرعة التدخلات المطلوبة، ويساعد الذكاء الاصطناعي والصحة الإلكترونية على سرعة أستخدام البيانات وتحليل المعلومات والنتائج بما يخدم القطاع الطبي في أتخاذ القرارات الصائبة المعززة بالادلة والبراهين المؤكدة، وانتهى طب الظلام وأبصر الطب الحديث بالتشخيص الدقيق والعلاج الناجع وهذا يتطلب اقتناء التكنولوجيا الطبية الحديثة ، وتكوين الكوادر البشرية اللازمة والمناسبة لها ، مع وضع الادلة الإكلينيكية والتشغيلية والبرتوكولات التشخيصية ومعايير الجودة ، لتقنين العمل بها ( لمن وبمن ومتى وكيف ) ..
التشخيص السليم والمبكر يحقق علاج أنجع وأسرع وأوفر ..