منصة الصباح

الشاعرة خلود الفلاح : علاقتي بالأشياء فيها الكثير من الحميمية

حاورتها : حنين عمر

شاعرة ذات لون مميز جمعت في كلماتها قطوفا من المعاناة الانسانية والحب والجرأة في عرض معاناة الأنثى ككل ومشاعرها وأحلامها .. خلود الفلاح شاعرة لها خطها الخاص تتمتع بروح نشطة معطأة وصبورة تقاتل لابراز وجه ليبيا الجميل، فكان معها هذا الحوار الممتع.

.هل تؤمن الشاعرة خلود الفلاح بأن الألم رفيق القلم ؟

. تقول سوزان أورلين: الكتابة هي الشيء الوحيد الذي فعلته في حياتي. لا أفكر بها باعتبارها مهنة. إنها باختصار من أكون.

إذا كنا لسنا بحاجة إلى مكان هادىء لنكتب أو مكان يعج بأصوات الآخرين لنكتب أيضا، لذلك أنا لا أؤمن أن الألم رفيق الكتابة. الكتابة بالنسبة للكاتب من الضروريات الحياتية. الكتابة تحتاج إلى مزاج رائق عندما أكون متعبة جسديا لا أستطيع أن أكتب لا شعر ولا عمل صحفي وعندما أكون أيضا في دائرة المشاكل. عندما كتبت ديواني الأول» بهجات مارقة» كنت قبلها أمر بحالة نفسية صعبة. واليوم عندما أنظر إليه أضحك على سذاجتي وقتها.

التجربة الحرب حضور طاغ في قصائدك كيف تعبرين عنها ؟

. الحرب أفقدتنا إنسانيتنا.. هنا يمكن أن تقع عليك قذيفة وأنت في السرير، تجاهد للحصول على غفوة للهروب من أصوات الطائرات الحربية والقذائف وأنواع أخرى من الأسلحة لم أستطع حفظ أسمائها .. الإحساس بالأمان إزاء الأشياء الجميلة، صعب أن تعيش في القرن الحادي والعشرين وتنقطع عنك الكهرباء لساعات طويلة، وإذا كنت سئ الحظ تضرب كوابل الكهرباء .. لقد عشت أربعة أيام متواصلة بدون كهرباء ولا تسأليني كيف مرت لأن الكلمات لن تفي هذه الأيام حقها من البشاعة والقلق والخوف من أن يقع عليك شئ، ليس خوف من الموت بحد ذاته فقد تعودنا على سماع أخباره، ولكن أن تقضي يومك وأنت دون عمل، دون أصدقاء لهو أمر بشع .. كتبت دیوان کامل اسمه «نساء»، صدر عام 2015، عن حالات إنسانية لنساء يتحدثن بحميمية عن الملل والتقدم في العمر وعن الخيبات المتواصلة، وهن لسن نساء مهزومات ولكن قويات ومتفوقات. الحياة كانت تسير بخط متوازي، هناك أماكن مشتعلة ونازحين ومناطق هادئة، هنا تقام أمسيات شعرية ومعارض تشكيلية.. هنا حرب وهنا فن وأدب وحملات تشجير وتبرع بالدم ..

للقصيدة أبعاد عدة منها ماهو إنساني وماهو ذاتي ووطني فما هي أبعاد قصائدك ؟

. أتمنى أن يكون لقصيدتي بعد إنساني، كانت البداية مع شعوري بأن الأشياء لديها ما تقوله، هل تعرف ذاك الشعور البدائي تجاه الأشياء بأن لها روح، روح النباتات، روح الكتب في غرفتي. أنا لدي شعور قريب من هذا تجاه الأشياء، أحاول الإصغاء إليها، الشعور بها، أحاول تفهمها. هذا غير الأشياء التي تتكلم فعلا وتحتاج فقط إلى القليل من الاستماع كالبيانو، لوحة المفاتيح، أغنية جميلة. ما أريد قوله هو هذه العلاقة الحميمة بيني وبين الأشياء التي قد يعتبرها البعض تافهة في بعض الأحيان لكنها أشياء بالنسبة لي فيها الكثير من النور والحميمية.

ديوانك الشعري الأخيره نساء « لاحظت أن كل نصوصه لها علاقة مباشرة بالمرأة، ليتك توضحي للقارىء أكثرعن هذا الديوان وتوقيته؟

.كتبت قصائد الديوان في بنغازي والحرب قائمة والخوف يسكن القلوب وكانت الكتابة الحصن المنيع لمواجهة الموت، وبه عدة لوحات داخلية للتشكيلي الليبي عادل فورتية، بالإضافة لتصميمه لوحة الغلاف.

قصائد الديوان يمكن قراءتها كقصيدة واحدة متصلة، رغم أنه يتكون من عدة قصائد مكثفة التفاصيل، عن حالات إنسانية لنساء يتحدثن بحميمية عن الملل والتقدم في العمر وعن الخيبات المتواصلة، وهن السن نساء مهزومات ولكن قويات ومتفوقات. كانت تجربة مختلفة. الديوان يشبهني وإلى الآن لم أستطع الخروج من أجواء قصائد الديوان وأنا أكتب قصائد جديدة لديوان قادم لا أعرف توقيت صدوره.

ماهو دور الشاعرة الليبية وهل وصلت لما تريده ؟

. كل إنسان لديه دور تجاه المحيط والمجتمع وكل منا يرى دوره بالشكل الذي يروق له ويقدم ما لديه حسب قدراته. لذلك يصعب علي أن أتكلم عن الدور أو تصنيف دور شاعر او شاعرة، أن أكتب عن وجه ليبيا الجميل في الصحافة العربية فهذا دور مهم جدا بالنسبة الي. أخبار الحرب والدمار تنقلها الفضائيات ووكالات الأنباء أما وجهها الجميل لا أحد يهتم به .

أنا أكتب عن مهرجان للسينما أو المسرح أو عن إقامة أمسية شعرية أو حتى ندوة علمية فهذا دور أحبه وسأستمر به طالما هناك من يطلب مني الكتابة. حتى صفحتي على الفيسبوك لا تنقل إلا الأدب والفن. ما تفرقه السياسة تجمعه الفنون..

حسب رأيك هل هنالك أقلام نسائية وأخرى ذكورية ؟

. لا أؤمن بهذه التصنيفات. الأدب إنساني فقط..

قرأت لك نصوص ترجمت للغات أخرى كيف تعلقين عن هذه التجربة؟ ومالذي تضيفه الترجمة للشاعر والنشر بلغات أخرى ؟

– ترجمت نصوصي للفرنسية ضمن أنطولوجيا المرأة شاعرة: شاعرات عربيات بالفرنسية» ترجمة مرام المصري. اللغة الألمانية ضمن أنطولوجيا «أفريقيا في القصيدة » ترجمة زينب خليفة. وقصيدتي الحرب تفكر في ترك هامش للبهجة»، إلى اللغة الألمانية ضمن كتاب جناحا قلبي المثقل»، ترجمة خالد المعالي. فأن أكون موجودة ضمن هذه المختارات اضافة مميزة لي على الصعيد الإنساني بأن تقرأ قصيدتي بلغات مختلفة..

.هل فكرت في كتابة نص غير النص الشعري؟

. أتمنى في يوم ما كتابة رواية.. . .

مارأيك بتأثير تقنيات التواصل الحديثة في نشر الشعر والثقافة كالفيسبوك وغيره ؟

. وسائل التواصل الاجتماعي عرفتني على محتوى جديد ومختلف كقنوات اليوتيوب على اليوتيوب.

– رسالة شعرية تودين ايصالها للمتلقي ؟

. القراءة حياة مختلفة فلتحرصوا عليها …

شاهد أيضاً

انقطاع التيار الكهربائي على عدة مناطق ببني وليد

اكدت مصادر بمدينة بني وليد انقطاع التيار الكهربائي على عدة مناطق واحياء بالمدينة. المصادر اوضحت …