منصة الصباح

خمسون الرمز الشريطي

خمسون الرمز الشريطي

زايد…ناقص

جمعة بوكليب

الرمزُ الشريطي، ترجمة عربية لمصطلح أجنبي  يسمى باللغة الانجليزية “Barcode” ومن منّا لا يعرفه؟ أينما ذهبت لقضاء حوائجك، سواء أكان ذلك في سوبر ماركت، أو في محل بقالة عادي، أو متجر لبيع الملابس أو الأحذية، أو صيدلية..الخ لابدّ وأن تجد نفسك وجهاً لوجه معه.

الرمزُ الشريطي، مطبوع على كل السلع والبضائع تقريباً. وهو عبارة عن شريط من خطوط متساوية في الطول، ومختلفة في العرض، وتحتها مجموعة أرقام يبلغ عددها 13 رقماً، يطلق عليها اسم نظام الأرقام الـ13 القياسي(Standard13 Numbers System ) وبتعريض تلك الخطوط والأرقام لأشعة الليزر، يمكن تمييز كل سلعة ّعن غيرها، لان لكل واحدة منها رقماً  لا يتكرر، يقرر سعرها ونوعية محتوياتها. ذلك الرقم لا تقرره الشركة المصنعة، ولا البائع، بل مؤسسة دولية غير ربحية، بفروع في جميع أنحاء العالم، مهمتها تنظيم استخدام الرمز الشريطي،يطلق عليها اسم GSI. وهي أختصارا للاسم الكامل:”Global Systems Integrator”، ولدى اطلاعي على موقعها،  في شبكة الانترنت، تبين لي أن ليبيا ليس بها فرع للمنظمة، رغم وجود فروع لها في تونس ومصر والجزائر والمغرب.

ذلك الشريط الذي أبدعة العقل البشري لتسهيل عمليات البيع والشراء، وتخفيف الطوابير في المحلات عقب الانتهاء من التبضع، لدى الدفع، أحتفل في اليوم الثالث من شهر أبريل الجاري بعيد ميلاده الخمسين.ومن المهم الاشارة إلى أن الشريط الرمزي طوال العقود الخمسة الماضية حافظ على شكله، ولم يطله تغيير.

الذين منا ولدوا قبل يوم 3 أبريل 1973، بأعوام تزيد عن الخمسة، ربما يتذكرون كيف كان العالم قبل ولادة الرمز الشريطي. والذين ولدوا بعد نفس التاريخ ، يقيناً لا يعرفون كيف كان العالم قبل اكتشافه.  وكاتب هذه السطور مدين بالفضل إلى صحيفة الصنداي تايمز البريطانية، على نشرها تقريراً يوم الأحد الموافق 2 ابريل الجاري، احتفاء بعيد ميلاد الرمز الشريطي.

الاكتشافات العلمية بعضها يسقط سقوطاً، كما حدث في القصة المشهورة للعالم البريطاني اسحاق نيوتن، حين استلقى على قفاه تحت شجرة تفاح فسقطت فجأة تفاحة على رأسه. وبدلاً من أن يأكلها مسكها بين يديه، وأخذ يطيل النظر إليها وإلى الشجرة فوق رأسه متعجباً. ومنها أهتدى إلى قانون الجاذبية. قبل اسحاق نيوتن سقطت ملايين التفاحات على رؤوس غيره من البشر، فأكلوا التفاح، وأنتهى الأمر. وأغلب الاكتشافات العلمية في الوقت الحاضر تأتي نتيجة بحوث مختبرية ودراسات تستغرق سنوات طويلة. اكتشاف الرمز الشريطي، يقع في موضع بين الحالتين. فالمواطن الأمريكي الذي اكتشفه، أول مرّة، كان اسمه جو وودلاند، وكان مهتما بالبحث عن وسيلة تخفف من عناء الطوابير في المحلات، لدى الدفع. فجلس في مكان رملي، وبدأ يخطط على الرمال، اشارات ورموز مثل اشارات مورس. أي شرطات قصيرة ونقاط. ثم وضع اصبعاً على الشرطات وسحبها للاسفل فكونت خطوطا عريضة، وعلى النقاط وسحبها للاسفل فكونت خطوطا نحيلة.  كان ذلك عام 1949.  الاختبارات بدأت منذ تلك اللحظة، واستمرت إلى يوم 3 أبريل 1973. ولم يبدأ استخدام الرمز الشريطي إلا بعد عام من ذلك التاريخ. وتعتبر العلكة الأمريكية المعروفة باسم ريقليز- Wrigley’s، أول سلعة في العالم حملت الرمز الشريطي.

الرمز الشريطي خرج من السوبر ماركات، والدكاكين والمتاجر والحوانيت ودخل كل فروع الحياة. في بريطانيا تم استخدامه في المستشفيات لدى انتشار الوباء الفيروسي, فكان المسؤولون في المستشفيات يضعونه على أسرة المرضى، ليعرفوا من استخدمها، حتى يمكن بالامكان الاتصال بهم لدى مغادرتهم المستشفى، إذا استدعت الضرورة.

شاهد أيضاً

ما فيش سرير 

أحلام محمد الكميشي منشور بصفحة أحد الأصدقاء كتبه أب مكلوم بمداد من دموعه بعنوان (ابني …