منصة الصباح

الذاكرة والمشاعر التي لا تنسى

همسة ود

بقلم / د . آمال الهنقاري

“‏عندما فقد الأديب غابرييل ماركيز الذاكرة في آخر حياته ..

‏قال لصاحبه عندما جلس بجانبه : أنا لا أعرفك .. ولكن أعرف أني أحبك “ ..

فالذاكرة مسحت الصورة والمعلومة، لكن الفؤاد والقلب بعثا إشارة للعقل مفادها أن ذاك الشخص مألوف، ومعروف لديه، وأنه محبوب أيضا.

هذا يعني أننا قد نفقد الذاكرة، لكننا لا نفقد المشاعر.

مؤلم جدا هو مرض النسيان، لكن الأكثر ألما، أن نفقد ٱحساسنا بالأشياء التي تحيط بنا، ونحن الآن نشعر بذلك الوجع.

قد نسي الأديب أن لديه صديق لكنه لم ينس أن لديه قلب والإحساس بالحب الذي جمعه بذاك الشخص الذى لم يعد يعرفه.

كم أنت بشع أيها النسيان، وكم هي رائعة مشاعر الحب الصادق المجرد من الأطماع والأنانية وغيرها.

وجميل أن يكون تناغم مشاعرك مع محيطك يملؤه الود الصافي والحنين الدافىء، الذى يجعلك تترك كل شىء وراء ظهرك وتركض فرحا لأحبائك.

اسمحوا لى أن أوجه هذه المصافحة لأطفال أعزاء وزملاء بمنظمة آمالنا الذين أصبحوا يملؤون حياتى بإبداع من نوع آخر.. إنهم يعودون بى كل يوم نحو طفولة رائعة عشتها بكل تفاصيلها..

إنهم يمدوننى بطاقة إيجابية أراني بحاجة لها ولخبرة سنين أراهم بحاجة إليها..

وفوق هذا وذاك، إن ما يجمع شملنا هو غذاء حقيقى لأرواحنا أرى أننا جميعا بحاجة له، على الرغم مما يعترينا من نسيان وفقدان ووجع..

إلا أن ماعاشته مشاعرنا من تجارب ود صادق وحب، ستبقى معنا ولن يمحيها فقد أو عجز أو نسيان..

فهى مشاعر تلملم شتاتنا، وتحفظها في ذاكرة الروح .

لهم منى جميعا كل التقدير وفائق الحب

وبارك الله طفولتهم وكل أعمالهم

وداموا ودام الألق بهم ومعهم

وأقول لهم جميعا: أحبكم فى الله.

ودمتم بخير.

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …