منصة الصباح

قصة الفتاة «ل . م» التي لا نهاية لها

 

رصد/ آمنة ارحومة

عانت «ل م» التي تبلغ من 21 عاما من تسلط أخيها الأكبر كان لا يترك شيئاً يخص اخوته الستة إلا ويتدخل فيها حتى لدرجة أن يحرموا من حقوقهن الطبيعية المتعارف عليها «العمل ، قيادة السيارات، الخ» والذي جعل الأخ الأكبر يتدخل في معظم أمورهن هي حجة أن والدهم متوفى من سنين وأن وجوده وتدخله في حياتهن يعد كرت حماية لهن من مصائب الدنيا والذي زاد الأمر تعقيداً هو وفاة أخيهم الثاني الذي كان يساعدهن ويقف في وجه أخيه إذا أخطأ في حق واحدة منهن مما جعل الأم تتمسك بأبنها ولا تعارضه حتى ولو كان على خطأ.

وكانت «ل م» في كل مرة تذهب فيها إلى الجامعة التي تدرس فيها يعطيها الأوامر التي تزيد من معاناتها النفسية مما جعل فكرة الزواج تراودها مراراً وتكراراً بغية الهروب من جحيم أخيها.

وذات مساء تشاجرت «ل م» مع أخيها لاعتراضه أمر تعلمها قيادة السيارة وبعد نقاش طويل رد عليها «معندناش بنات يسوقوا» فتعالى صوتها تعبيراً على رفضها لقرار أخيها الظالم تدخل الأم وتأمر ابنتها بالدخول للغرفة مع أخواتها ولا تعصي أمرا وبالفعل تدخل «ل م» إلى الغرفة وهي تبكي وتبربر مليت مليت من هاذي العيشة يارب نحصل ع راجل ايريحينى منه وأخواتها يهدنئها هاذي مش أول مرة يدير هكي امسحي دموعك وأرقدي.

وكالعادة تضع أمنيتها المتمثلة في قيادة السيارة طي النسيان وتبدأ يومها الجامعي من جديد وتستقل الحافلة «الباص» باكراً لكي لا تتأخر عن محاضراتها ولا تتعرض للطرد من أستاذ المادة.

وكان دائماً يراودها تفكير سلبي بأن اخيها سيحرمها بعد تخرجها من العمل كما حرم أختها التي تخرجت قبلها من الجامعة بتقدير جيد جداً في تخصص الهندسة المعمارية بحجة أن تبقى مع أمها لرعاية أخواتها الصغار وخاصة أنها اختارت نفس تخصص أختها التي شجعتها عل الدخول إلى كلية الهندسة.

وذات مرة عاد الأخ الأكبر وقت الظهيرة من عمله منهكاً ونام في صالة الاستقبال فجاءته أمه لتخبره بأن غذاءه جاهز، فصرخ بصوت عال أريد النوم فتركته وذهبت إلى بناتها منزعجة مما حصل وهي تقول بأن أولاد الجيران كلهم تزوجوا إلا ولدي وتبكي بحرقة عليه فتسمع ابنتها الكبيرة دعاها لابنها فتأتي إليها مسرعة والعبرة تخنقها «ليش ما تدعيلي نتزوج هو شن دارلك باش تدعيله» على فورها تدفع الأم ابنتها بعيداً عنها وهي تقول «اوليدي نبيه يتزوج ونفرح بيه» تعود ابنتها للغرفة والدموع تغسل وجهها وتغلق الباب بقوة.

وتتحقق أمنية أمه ويتزوج رغماً عنها من امرأة مطلقة سليطة اللسان قليلة الاحترام عرفت كيف تضحك عليه باختباره عدة مرات مع زميلاتها حيث كانت تطلب منه بأن يأتي إليهن بوجبة دجاج وتقع الفريسة في مصيدتها ويأتي إليهن بوجبة دجاج على حسابه في موعدها وهكذا بدأت علاقته معها إلى اليوم الذي أتت إليه بصحن الكسكسي الذي لايحبه ولم يأكله يوما في بيته ولا مع اصحابه ويعود بصحن الفخار إلى بيته ويأكله ومنذ تاريخ ذلك الصحن وهو يقول هي والموت وبسبب تلك المرأة التي ملأت أفكاره بأن زواج أخته سيؤثر عليه وسيمنع زواجهم وقف في وجه سعادة أخته وحرمها من الرجل الذي كان سينقذها من عذاب العنوسة وقال لأمه بأنه شاب طائش ولا يصلح للزواج ولن يسعد أخته.

تزوج الأخ من تلك المرأة ومنذ ذلك الوقت تغيرت حياة «ل م» مع أخواتها لجحيم لا يطاق وزاد تدخل الأخ في أمورهن أكثر من الأول، ولم يكتف بذلك بل علم زوجته القيادة واشترى لها بمال أبيه سيارة وتركها تخرج للعمل بلباس غير محتشم بدون أن يعترض على شئ إلا أن ذلك ما زاد أخواته الست إلا غيظاً وحقداً عليه وعلى زوجته الماكرة التي تفعل الأفاعيل لكي٠ لا تتزوج أية واحدة منهن وأخيهم كالخاتم في إصبعهم تحركه على هواها كيفما تريد.

يعود أخيهم الأصغر من السفر يسلم على أمه وأخواته ويدخل للغرفة «المربوعة» ومن شدة التعب ينام وبعد مرور ساعة يأتي أخيهم الأكبر صحبة زوجته لبيت أهله تحديداً الساعة الثانية عشراً ليلاً يدق الباب تسمع الأم الصوت فتقوم من نومها مفزوعة وتقول لبناتها افتحوا الباب ترد «ل م» من اللي فاضي وجاينا في عقاب الليل تفتح الباب وترى أخيها وزوجته وتخاف الأم وتأتي بسرعة لتسأل ابنها «قولي من اللي مات» يرد الابن «لا ما في حد مات جايين بنسألوا عليكم» تتعصب «ل م» وتدخل الغرفة وهي تردد «ناقصين احني هم» الأخ يسمع كلامها فيرفع صوته «خيرك حارقة دمك» وتهدئ الأم ابنها وتدخلهم غرفة الجلوس وبعد وقت قصير يقول لأمه بأنه يريد أن يأكل فتجيبه أمه بأنه لم يتبق من العشاء شئ وتصفعه بكلمة «روح لحوشك وتطيبلك مرتك عشاك» يتعصب ويخرج الابن منزعجاً من كلام أمه ويتعهد بأنه لن يعود إلى هذا البيت مرة أخرى.

وفي صباح اليوم التالي يأتي أخيهم مع زوجته ولكن مع تبادل الأدوار تدخل زوجة الابن وهي تصيح في أمه «ولدك طلع من حوش بوه من غير عشى.. وهو عنده ست خوات» ترد الأم «وانتي شن واخذك صورة» ويحتد الحوار بينهم فتطالب بحق زوجها في ميراث أبيه، ترد الأم عليها بأنه أخذ نصيبه كاملاً ولا حق له عندنا فتقول لها «شن امالي حتى ضزينة العوانس اللي عندك بتعطيهم حصتهم« فترد ابنتها الكبيرة «عوانس خير من سحارة مطلقة ما تخاف ربي» وما هي إلا دقائق ويخرج أخيهم الأصغر من الغرفة يسب ويلعن أخيه ويقول له بأنه كان دائماً يسمعه وهو يهين أمه وأخواته ويصمت ولا يتدخل لأنه اخيهم الأكبر ولكن ليس بعد الذي سمعته اليوم من زوجتك وإذا كان عندك حق في الميراث الذي اخذته من سنوات ووقعت عليه عند المحامي أذهب إلى المحكمة وهي التي لها كلمة الفصل بيننا وبعد أن أكمل كلامه طرده هو وزوجته شر طردة من البيت وفي لحظة تعالى صوت زوجته وهي تقول لزوجها «كانك راجل رد عليه» فيمسكها من شعرها ،هو يفكر بكلام أخيه ويقول «راجل غصباً عنك وعن هلك» وخرجت من المنزل مسرعة وغاضبة وهي ثرثر بكلام غير مفهوم لحقها زوجها وهو يهدد أخيه وأخواته وأمه المندهشة لما حدث ويقول بصوت جهور صارخاً «قالك محكمة توا تشوف غدوة جايكم ونهاركم اللي ادورو فيه».

# إيناس النائلي/ اخصائية اجتماعية

أولاً: عليها أن تقوي علاقتها بربها وتتقرب إليه في كل أعمالها وصلاتها وتتمسك بكتاب الله القرآن الكريم وسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتتغلب على الحزن والخوف بالدعاء لتدخل الطمأنينة والسكينة لقلبها وتثق بأن الله لن يتخلى عنها وسينصرها على من ظلمها.

وثانياً: تثق في نفسها وتبعد عنها فكرة الزواج التي تكون تحت ضغط الهروب والتخلص من المشاكل العائلية ذلك لأنها لا تعلم ماذا سيحدث معها حين تتزوج رجل لا تعرفه ربما تصرفات أخيها المتسلط الذي يضايقها في حياتها بعد وقت ستكون أرحم من حياة زوجية غير متكافئة واعتقد أن صغر سنها يجعلها تختار الحل الأصعب وهو الزواج بمعنى أن تتزوج ليس لبناء حياة أسرية سعيدة بل للابتعاد عن ظلم الأخ وزوجته.

ثالثاً: تحاول مع أخواتها أن يكن يداً واحدة ويساعدن بعضهن البعض إضافة إلى محاولة تعمق علاقتهن مع أخيهن الجيد ويبين له كل ما يفعله أخيهن الأكبر من اخطاء في حقهن وحق أمهم وأن الشرع والقانون لايسمح له بأن يقوم بحرمانهن من أبسط حقوقهن.

رابعاً: لا يحق له أن يتحكم فيهن ويحرمهن من كل شئ لسبب أنهن لم يتزوجن ويعطي نفسه حكم التصرف فيهن كيفما يشاء بينما يسمح لزوجته أن تفعل كل شئ وبالتالي عليهن أن يقمن بالتحدث مع أمهن بأن تكون لها كلمة الفصل في كل أمر… وأن أخواته يسكن في بيت أبيهن ويصرفن من رزق أبيهن ولا يحق لأي أحد في هذه الدنيا أن يتسلط عليهن بأي شكل من الأشكال ويجعلونها تقف في صفهن لكي لا يتمادي أكثر في المستقبل.

خامساً: عليها أن تتحكم في تصرفاتها وتقوي شخصيتها ولا تتأثر بالكلام السلبي الذي تسمعه من أخيها وتنسى كل ما حدث وتجتهد في دراستها لتتخرج وتستقل مادياً ذلك لأن التجارب العملية التي ستكتسبها من عملها ستطور أداءها وطريقة تعاملها مع من حولها وأيضاً الاستقلال المادي يعطي للمرأة والفتاة الثقة بالنفس الاستغناء عن الآخرين ولا تكون بحاجة لانتظار شفقة من أحد وأهم شئ عليها فعله هو أن تتصفح الانترنت وتبحث عن الأساتذة الذين يتحدثون عن علم الطاقة الايجابية وكيفية التعامل معها والحفاظ عليها لتعيش هي وأسرتها في تفاؤل وتصالح مع النفس والحياة والناس ولايمكن أن ننسى الرأي القانونى في حال أرادوا اللجوء إإلى القانون ليفصل بينهن وبين أخيهن في أخ حقهن من الإرث ولا يكون ذلك إلا باتفاقهن مع أمهن لتقسيم الإرث والاستقلال بعيداً عن أخيهن.

شاهد أيضاً

الطرمال تلتقي وفدا من الخارجية الفرنسية وتبحث معه التعاون المشترك

  الصباح أجرت وزيرة الدولة لشؤون المرأة حورية الطرمال اليوم الأربعاء، لقاء مع الوفد رفيع …