منصة الصباح

سماحة هذا الدين

سماحة هذا الدين

محمود السوكني

ما أعظم دين الإسلام و ما أجمله، فيه من الكرم ما لا حد له ، و فيه من العطاء أكثر مما فيه من البذل .

دين يسارع إلى المنح ويسبقك إلى الإحسان، كثير الفضل لمن يقف على أعتاب بابه ، رحيم في معاملاته، لطيف في عباداته ( يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر ) صدق الله العظيم ، جعل سبحانه السماحة منهجاً ، و الرحمة سبيلاً ، و مكارم الأخلاق زينة لهبة السماء ( و إنك لعلى خلق عظيم ) صل الله عليه وسلم .

سبحانه ما أعظم عطاياه إذ فرض على المسلمين خمسين صلاة في اليوم أصبحت بفضل كرمه خمس صلوات فقط مع الاحتفاظ بأجر الخمسين صلاة .

من نعم الإسلام أن المسلم يجازى على كل فعل طيب يأتيه حتى و ان توقف عند حد النوايا لعجزه عن فعله (!) الله ما أجمل هذا الدين السمح ، مجرد ان تنتوي فعل خير ترغب صادقا القيام به و لا قدرة لك على فعل ذلك فأنت تستحق الأجر و كأنك قمت به .

زد على ذلك ، كل خطوة تمشيها إلى أداء ما عليك من فرائض تحسب لك صدقة ، الكلمة الطيبة صدقة، الإبتسام و الحبور في وجوه الآخرين صدقة ، أن تشكر الله و تحمده و تثني عليه صدقة ، تعود مريضاً صدقة ، تُعين محتاجاً و لو بالدعاء له صدقة ، إكرام ضيفك صدقة ، كفّ الاذى عن الناس صدقة ، إماطة الأذى عن الطريق صدقة ، أن تضع اللقمة في فم زوجتك صدقة ، كل حرف تقرأه من القرآن الكريم لك فيه الجزأ الحسن ، كل ما تقوم به أو تنتويه صادقاً لمرضاة الله لك فيه صدقة .

هل هناك دين بهذه السماحة ؟ و بهذا اليسر ؟ و بكل هذا العطاء ؟

يقول نبي الرحمة صلوات الله و سلامه عليه ( إن الله يحب ان تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ) انظروا جمال هذا الدين و سماحته و كيف يطيّب قلوب الضعفاء ممن تعوزهم القدرة على فعل الفرائض حتى لا يدفعهم ذلك إلى اليأس و القنوط، فمن يمنعه المرض أو السفر عن الصوم ” فعدّة من ايام أخر ” و المسافر له حق التقصير في الصلاة ، و المرأة الحامل و المرضعة يجوز لها أن تفطر في رمضان و وجب عليها القضاء كالمرأة الحائض التي لا يجوز لها الصلاة أيضا.

كثيرة هي افضال هذا الدين السمح و عديدة هي مناقبه و خيراته التي لا تُعد و لا تُحصى ، و أني لأعجب لمن لم يهتد إلى صراطه القويم بعد ولم يعمل بما جاء في كتابه المقدس ولا اتّبع سنة نبيه ، عليه و على آهله وصحبه افضل الصلاة و أتم التسليم .

شاهد أيضاً

ثلاثة في أسبوع واحد

أحلام محمد الكميشي   كنت أنوي الكتابة عن مصرفنا المركزي المترنح وحقولنا النفطية المغلقة وسياستنا …