منصة الصباح

 الدعم بين الرفع والاستمرار

الأحد الاقتصادي

بقلم : وحيد الجبو

إعلان وزارة الاقتصاد والصناعة تقديمها لمقترح استبدال الدعم السلعي بالدعم النقدي إلى المجلس الرئاسي لعرضه واصدار القرار والمزايا التي ذكرتها الوزارة العدالة في التوزيع وضمان وصول الدعم المالي إلى مستحقيه والقضاء على ظاهرة تهريب الوقود وترشيد استهلاكه وتخفيض فاتورة شراء الوقود بالعملة الصعبة سنوياً وكل المبررات التي تتحدث عليها الاعلان والذي سبق في عدة مقالات قد أشرنا لها وضرورة حسم الجدل الذي طال سنوات بين الدعم السلعي أو الدعم النقدي في خطوة من خطوات الاصلاح الاقتصادي .

ولكن بيان الوزارة بالشروع والاعداد لصدور قرار بالغاء دعم الوقود الآن ليس في محله ولا في وقته المناسب وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والحرب الأهلية التي تمزق وحدتها وتعاظم الشرخ الاجتماعي الذي يعاني منه المجتمع الليبي .

كما أن ظروف المواطنين المالية والمعيشية الصعبة وتأخر المرتبات وعدم الانصاف فيها وغياب السيولة النقدية زاد من الاحتقان الشعبي في البلاد .

إضافة إلى تهالك البنية التحتية للطرق وتكبد المواطن عناء وتكاليف صيانة سيارته رغم تسديده ضريبة التجول وارتفاع أسعار قطع غيار السيارات . وفشل الدولة والحكومات السابقة في تأسيس نقل عام سليم يوفر خدمة النقل للمواطن يغنيه على استخدام سيارته الخاصة .

ان رفع الدعم يكون مبررا ومطلوباً عندما تكون الدولة قائمة بكل الدعائم التي تتطلبها الدولة الناجحة وهي الدعائم الاقتصادية والأمنية والقانونية والتي تبرر الغاء الدعم ولكن الدول التي لا دعائم لها ليس لديها أي مبرر حالياً لرفع الدعم لأنها في الحقيقة لم توفر للمواطن أبسط حقوقه بل أثقلته بالمشاكل الاقتصادية والمالية والخدمية وأفسدت حياته اليومية حتى في ظل ظروف الصراع الدائر .

ولهذا لا تستطيع الدولة زيادة الضغوط على المواطن برفع الدعم في ظل انعدام الثقة بينهما وبالرغم ان الرفع مبرر لأسباب كثيرة إلا أن ثقة الليبيين لا تزال ضعيفة في قدرة وزارة المالية والمصرف المركزي على الالتزام برفع الدعم النقدي في موعده وخاصة بعد توقف دفع علاوة الزوجة والأبناء من سنوات طويلة .

الجدير بالذكر ان الكثير من الدول عندما تدخل في حروب طويلة وشاملة توفر للمواطن بطاقات تموين وبطاقات وقود وكهرباء وماء لتأمين الجبهة الداخلية بدل رفعها حتى لا تزيد الطين بله .

إن الوقت المناسب لإلغاء الدعم لم يحن بعد .

شاهد أيضاً

الإمداد المائي يناقش تحديد مواقع حفر الآبار في بعض البلديات

زار رئيس قسم مشروعات الإمداد المائي بالمنطقة الغربية بجهاز تنفيذ مشروعات الإسكان والمرافق، أسامة الغرياني، …