بعد فشل مساع إسرائيل في التهجير.. المدنيون أهداف واضحة للاحتلال
تقرير: هدى الغيطاني
أعداد الشهداء تتزايد كل يوم في غزة بسبب القصف الذي يستهدف المدنيين العزل في المدينة المحاصرة المنكوبة.. شهداء أغلبهم من الأطفال والنساء والمسنين حتى أصبحت نسبة هؤلاء منهم 70%.
ضعف الحيلة الإسرائيلية أمام صمود المقاومة يجعلها تستهدف المدنيين، وهذا ما بدا واضحا من تكرر قصفها للمناطق التي ادعت أنها آمنة ودعت المدنيين للجوء إليها، وكان آخرها قطف المنطقة الجنوبية لغزة والتي كانت فيها أسرة الصحفي وائل الدحدوح.
ومع هذه الجرائم تتواصل إدانات منظمات حقوقية عديدة منها العفو الدولية التي أكدت تسجيل انتهاكات إسرائيلية في غزة، ومنظمة الصحة العالمية التي طالبت بوقف فوري لإطلاق النار لتمكين المساعدات من التدفق، وإشارتها إلى إغلاق عشرات المستشفيات بسبب القصف، ناهيك عن التي أعلنت صراحة اليوم أنه “لا مكان آمن في غزة”.
استمرار الجرائم الإسرائيلية ناتج عن الموقف الدولي الضعيف وعدم اتخاذ مجلس الأمن وباقي الدول الكبرى أي موقف حتى مُدين للجُرم الذي يُمارس في حق الشعب الفلسطيني.
ولحلحلة الوضع، تُعقد بشأن غزة اجتماعات دولية عدة، اجتماعات في الأمم المتحدة، واجتماعات مجلس الأمن، وقمة عربية طارئة، وقمة دولية في القاهرة، وعلى الرغم من كل هذه الاجتماعات إلا أنها لم تصل لموقف دولي موحد يوقف العدوان على قطاع غزة، أو حتى يدين إسرائيل في عدوانها وخاصة الاجتماعات التي شاركت فيها دول أعضاء بمجلس الأمن.
ومع هذا الموقف الدولي السلبي يتفاقم الوضع الإنساني في غزة، فمن جهة لم يعد الأطباء قادرين على إجراء عمليات للمصابين، إلى جانب زيادة سوء حالة المرضى في ظل نقص الأدوية، ومن ناحية أخرى يتضور الأطفال والنساء والعجائز جوعا بسبب عدم توفر الأغذية، ويضاف إلى كل ذلك المخاوف الكبيرة من انتشار الأوبئة بسبب اكتظاظ الملاجئ بالنازحين.
ووسط هذا الوضع، تتزايد الضغوط الدولية على مصر في دعوى لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين لفترة وجيزة، ولكن هذه الدعوات قوبلت برفض مصري وعربي كبير، وذلك على الرغم من الإغراءات ببعض التسهيلات الاقتصادية التي يمكن أن تُقدم لها للنهوض بأوضاعها الاقتصادية المتأزمة.
الرفض المصري للعرض الدولي بتهجير الفلسطينيين لم يكن دبلوماسيا فقط، وإنما صاحبه تلويح بالقوة في حال التعدي على أرض سيناء المصرية، حيث نقلت وسائل الإعلام المصرية يوم أمس استعراضا للفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني خلال زيارة تفتيش حرب أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
مساعي الاحتلال الإسرائيلي لحل القضية الفلسطينية على حساب مصر كانت خدعة تم كشفها، فلم يعد أمام إسرائيل إلى استخدام المدنيين كأهداف للقضاء عليهم وتصفية المقاومة التي تؤرقها.